حالة التجاهل وعدم الإهتمام بأحد أهم الاستحقاقات الانتخابية في العالم التي ميزت تعاطي عموم وسائل الإعلام المغربية(العمومية والخاصة) مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، تظهر بجلاء الخوف من الديمقراطية وإشاعتها وأثرها على المزاج العام للمواطنين، كما تظهر الإنزعاج من الأثر الإيجابي للمشاركة السياسية في تحديد إرادة المواطنين والمواطنات وحتى لا يتحول هذا الأمر إلى معطى محفز من جديد على الانخراط في الحياة السياسية وعدم اليآس من نتائجها مهما تآخرت أو تعثرت.
وكأن لسان حال من يقف وراء المنظومة الإعلامية المغربية (مع بعض الاستثناءات) يقول إياكم وعدوى الديمقراطية والانخراط الجاد والمسؤول للمواطنين والمواطنات في الحياة العامة، التي قد تنتقل إلى الجسد الداخلي وتجعل كلفتها باهظة من جديد على منظومة المصالح القائمة.
وبكل غباء ومع كامل الأسف يعتقد من يقف وراء هذا الأمر أن مصادر التلقي والمتابعة لازالت قائمة على منطق الشاشة الكبرى التي يقف من وراءها الأخ الأكبر بحسب جورج أورويل، وتناسو أن العالم لم يعد فقط مفتوح على بعضه البعض، بل تجاوز ذلك بالكثير ، وأن الناس لن ينتظرون إعلام معطوب كي يقدم لهم خبر أو قراءة لاستحقاق تابعه ويتابعه العالم ويتفاعل معه، بل تصلهم المعطيات والمعلومات عبر مصادر تلقي متنوعة ومختلفة.
مجددا نهنأ تركيا شعبا ودولة على نجاحها المستمر، وعلى إسهامها في تقديم لبنة جديدة لاستئناف دورة جديدة للنهوض الحضاري، ولا نملك إلى أن نأمل في غذ مشرق قوامه وعي مجتمعي بثقافة المشاركة السياسية الواعية وأثرها الإيجابي على الحياة العامة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...