جرى مساء أمس الجمعة بسينما النهضة بالرباط، تقديم الفيلم الوثائقي الروائي “ذاكرة جسد” لمخرجه وكاتبه محمد زاغو، ومنتجه الحسين حنين في عرضه ما قبل الأول.
وتابع الجمهور، الذي ضم عددا من الفنانين والسينمائيين والإعلاميين، بشغف واهتمام، مشاهد الفيلم الممتعة، التي نقلته إلى عوالم تفيض بالسحر والذكريات والأوجاع وحكايات جدات عن الوشم، مركزا للجمال وبابا للزواج، وعلامة وجدانية لا يمكن الاستغناء عنها.
وبرع المخرج محمد زاغو، في استكشاف جوهر تلك الأحاسيس الأنثوية، من خلال عدة نساء بكل من تارودانت، وخنيفرة، والحسيمة، وكقلعة مكونة، وتنغير، وقبيلة آيت سغروشن اقليم تازة، وغيرها. وشكل المنسج في إحدى مشاهد الفيلم، الذي قام بإدارة تصويره أيوب المحجوب فضاء للبوح عن أسرار تلك الاوشام، التي شكلت رسالة قوية إلى المتلقي، المترعة بروح موروث ثقافي وشعبي عريق، وذكريات أليمة تارة وأخرى مفرحة وجميلة في الحياة.
كما شكلت علامة من علامات الهوية المغربية الامازيغية والجاه التي تميز الكثير من المناطق من غيرها، ومرآة لزينة نساء لطيفات، ومفتاحا للزواج والخير، ونسقا جماليا وانتروبولوجيا وعمقا ثقافيا ينسجم مع كثير من العادات والطقوس في المجتمع.
من جهته أكد مخرج الفيلم محمد زاغو، في تصريح بالمناسبة، على أن الفيلم يحكي عن النساء الامازيغيات اللاتي يحملن الوشم، مبرزا أن الوشم يبقى تقليدا عند النساء الامازيغيات، وان الشريط يرد الاعتبار لتلك النساء اللاتي يحملن الذاكرة الثقافية الامازيغية.
وركز على أنه بفضل هؤلاء النساء، سيتم الحفاظ على الهوية والذاكرة الثقافية، وبدونهن لا يمكن ذلك، متسائلا عن كيفية إدخال الوشم في الهوية البصرية، خاصة في مجال الصناعة التقليدية والتعريف بها لدى أجيال المستقبل.
وقال زاغو أيضا إن “الفيلم يحكي كذلك في التاريخ الامازيغي المغربي الأصيل”، مشيرا إلى أن الفكرة وإن كانت شخصية ومن المحيط، فإنها تعبير عن حس جماعي، خاصة أن كل أسرة قد يوجد لديها أم أو جدة لديها أوشام، وبالتالي فإن الفيلم هو تأريخ لهذه الظاهرة وهذا الموروث والهوية العريقة.
من جانبه، أعرب منتج الفيلم الحسين حنين، عن سعادته بهذا الفيلم، الذي اعتبره محاولة لفك شفرة ورموز تلك الأوشام، لمعرفة أسرارها، قائلا في هذا الصدد: “ونحن صغارا كان لدينا الفضول لمعرف أسرار الوشم عند الجدات”، ومن تم جاء الفيلم لكشف النقاب عن كثير من المعطيات والاسرار والحكايات.
كما أوضح حنين، وهو مخرج أفلام عدة نال جوائز دولية، أن الفيلم هو رحلة فنية ومجتمعية تكشف فيها كل امرأة عن وجهة نظرها حول الوشم ومناقشتها، فكان حكيهن جميلا، وسرد ذكرياتهن أجمل، مضيفا أن الفيلم سيعرض بعدد من القاعات السينمائية منها الرباط ومكناس وطنجة ومراكش والدار البيضاء وغيرها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...