تابعونا على:
شريط الأخبار
محاولة تصفية نزيل بـ”عين السبع 1″.. إدارة السجن توضح حسنية أكادير يكذب حصول لاعبيه على تحفيزات مالية من إدارة الرجاء مؤتمر القمة الإسلامي يشيد بدور جلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية وفاة 5 نساء بسبب وجبات تناولنها في “سناك” بمراكش ثلاثي الحسنية يلجأ إلى لجنة النزاعات مصرع فتاة أثناء قضاء ليلة حمراء مع خليجيين.. حقوقيون يستنكرون الأحكام الصادرة في حق المتهمين تفكيك معمل تقليدي لتصنيع “الماحيا” بوادي زم بوركينافاسو تشيد بالمبادرة الأطلسية الإفريقية التي أطلقها الملك اعتقال موظف من أجل شبهة السطو على صندوق محكمة تاونات نشرة إنذارية.. موجة حر تجتاح عدة مناطق في المملكة مصري يهزم أولمبيك أسفي بالفيفا الرجاء يغري شباب السوالم لفرملة الجيش مصرع شخصين في حادثة سير مروعة في إقليم الحوز تحديد موعد الإعلان عن لائحة الأسود الرميلي تكشف موعد افتتاح حديقة الحيوانات عين السبع صناديق الإيداع والتدبير في المغرب وفرنسا وإيطاليا وتونس تعزز تعاونها حلف شمال إفريقيا..أوتحالف ضد الطبيعة الأندية السعودية تتابع الكعبي الدرك يحجز طنا من الملابس المستعملة تألق لافت للمغاربة في الدوريات الأوروبية

كتاب و رأي

عبد العالي بن مبارك بطل

لنعاهد أنفسنا بتطبيق الشعبوية العاقلة

30 أغسطس 2023 - 12:52

في ظل تنامي التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم، وصعود موجات جديدة تستخدم نوع من الخطابات السياسية والاجتماعية المبهمة والعاطفية التي تميل إلى إثارة الحماس وإلهاب المشاعرالضيقة، والمتطابقة مع التيارات السائدة والمختارة بكل دقة وعشوائية، حتى تتماشى مع المزاج والمصلحة الشخصية المثيرة للحدث والتأجيج، دون التعامل الجدّي والمسؤول مع المشاكل الواقعية وبدون الاعتماد كذلك على أفكار ومعطيات ورؤى وأرقام وبيانات محددة الملامح والخطى، بحيث نجد هدفها الفعلي فقط دغدغة عواطف الناس ومخالفة المؤسسات ومعادات الأطراف القائمة بشتى الطرق، بغيت الحط منها وكسب تأييد ولو بأقبح الوسائل والطرق للحصول على مصداقية تمكن منفذيها من تحقيق ما يرغبون فيه من توجهات ومخططات سياسية قادمة، وبدون النظر حتى لأي اعتبار أخلاقي ومهني وانساني يخدم المصالح العامة لمجتمعاتهم، وهذا النوع من الخطاب والتيار الذي ما نجده يختلف مع مصطلح الشعبوية بمفهومها الفعلي والحقيقي المتشبع بالبيانات والرؤى والأفكار والتشاور السلوكي الجمعوي الشعبي الذي يخاطب العقل ليس العواطف، ونتيجة لكل هذه الصعوبات والمخاوف المتأججة الخطيرة التي اصبحنا نشاهدها في أيامنا الأخيرة والتي من المحتمل ان تحدث تأثير وتوجهات شعبوية خاطئة الرؤى والاهداف العامة على استقرار وامن الدول والمؤسسات والشعوب والمجتمعات.
حقيقة ان ظاهرة الشعبوية خاطئة المفاهيم أصبحت تدق ناقوس الخطر وستتوجب منا كشعوب ومجتمعات الحيطة والحدر بسبب رواجها المغلوط ومفهومها الخاطئ المتشبع بالأنانية والمصالح والاهداف الفردية، وهذا جعل حتى كبار العلماء والمفكرين منا لا يجدون لهذا المصطلح مخرج موحد يمكن استيعابه وبشكل واضح ويمكن أن يحد من الفوارق الدقيقة بين اشكالياته داخل الدول والشعوب ومكوناتها الثقافية.
حقيقة ثانية أن الخطاب الشعبوي يبقى مجرد خطاب واستراتيجية للتعبئة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنه من الصعب التتبع الدقيق لتاريخ الشعبوية لأنها ليست نظرية أو رؤية مستقلة بحد ذاتها في التاريخ المعرفي او السياسي، وانما هي حزمة مشاعر ومطالب ترد في سياقات مختلفة، بحيث نجد المفكر الهولندي Cas Mudde يعرف الشعبوية بأنها ”أيديولوجية” تعتبر المجتمع منقسما في نهاية المطاف إلى مجموعتين متجانستين ومتعاديتين: ” الشعب النقي مقابل النخبة الفاسدة” ، ويذهب إلى أن السياسة ينبغي أن تكون تعبيراً عن الإرادة العامة للشعب، أما المفكر الفرنسي Jean-Marie Muller فإنه يعتبر بأن السياسة هي بطبيعتها شعبوية، وأن الشعبوية هي إعادة طرح الأسئلة التي لا يستطيع الآخرون طرحها، بحجة السكوت تخوفا بمساس الأنظمة القائمة كما يرى مولر أن مفهوم الشعبوية لا يتخذ المضمون نفسه في كل مكان، ويرى الأمريكي Michael Kazin أن الشعبوية هي عقيدة أو أسلوب، أو استراتيجية سياسية أو حيلة تسويقية، يستخدمها الأشخاص لتحقيق مصالحهم الشخصية.
واذا ما تعمقنا في بحوثنا نجد بأن مصطلح الشعبوية ليس وليد اليوم بل قد نجد اثاره ظاهرة منذ القدم وبالضبط خلال العصر والحضارة الرومانية، لكنه شهد توهج طفيف خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، بداية في روسيا ثم الولايات المتحدة ، وأوروبا الغربية أما الآن فقد أخذت الشعبوية في النمو في عرق المجتمعات التي تأخذ طريقها نحو التحول إلى الديمقراطية، والمجتمعات الديمقراطية بالكامل أو المتخلفة إذا ما استخدمت بعشوائية ورغبات وطموحات شخصية دون النظر لاعتبارات المجتمع ومستقبله القادم.
حيث تتمثل الشعبوية في تحدي الحكم التمثيلي إلى ما يتعدى الشغب وإعادة تشكيل الديمقراطية، كما أنها لا تتعلق بالانتخابات التنافسية ولا تنكرها في نفس الوقت، ولا تنكر عليها دوراً شرعياً، وواقع الأمر أن الشرعية الانتخابية هي بُعد أساسي يميز الأنظمة الشعبوية عن غيرها من الأنظمة الاخرى.
وهذا ما يجعلنا نخلص إلى أن الشعبوية هي ظاهرة عالمية محتواها مُشبع بالثقافة السياسية المجتمعية بحسب البلدان التي تظهر فيها، حيث نجد ان التمثيل الشعبوي يتخذ صبغه دينية في بعض البلدان بينما يتخذ في الأخرى صبغة أكثر علمانية، وفي البعض الآخر تُستخدم لغة وطنية أو مفردات النزعة القومية ومعاداة المهاجرين والعنصرية وأسطورة السكان الأصليين، كما يثور الانقسام بين المركز والأطراف، أو اتساع الفجوة بين المدينة والبادية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو سبب انتشار الخطابات الشعبوية غير الهادفة الرؤى والملامح والبيانات والأرقام والمعتمدة فقط على العاطفة في وقتنا الحالي؟، وما سبب في غياب وتحجم الشعبوية هادفة الملامح والرؤى والتي تعتمد على العقل من خطاباتها وتحاليلها بواسطة الأرقام والاهداف الحقيقية والمسطرة بكل دقة علمية؟، فهل هذا راجع لانتشار وظهور اشكال جديدة من التهميش والفوارق الاجتماعية؟ أم بسبب تغلب الفكر الأحادي والمتشبع بالأنانية؟، أم هل هو راجع لحالة اليأس إزاء عدم القدرة على الوفاء بالتزامات التي خلقتها ظروف الحياة والعولمة؟، أم هل هذا راجع لعدم الثقة وتراجع الآمال نتيجة طبيعة التمثيل والمشاركة السياسية التي أصبحت تغلب على مجتمعاتنا؟ كلها تساؤلات تحتم علينا النظر في مخرجاتها ولما لا إيجاد حلول كفيلة لمعالجتها بشكل محترف وجماعي (مشورة شعبية)، لأن الأيدلوجية الشعبوية الفتاكة إذا لم نجد لها حلول جادة، وإذا ما استعملت بشكل خاطئ لربما تكون عواقبها وخيمة على مستقبلنا ومستقبل شعوبنا ومجتمعاتنا.
لهذا أرى اولا حتمية تصحيح بعض المظالم التاريخية، وتقريب مسار التفرقة الاجتماعية بين فئات المجتمع “على الرغم من أن التمييز بين الأفراد حقيقة هو نمط مترسخ على مر العصور، كما أنه كان سببا بالشعور بخيبة الأمل لدى بعض الفئات، إضافة أنه لا يمكننا أن ننكر بأن هذا التمييز قد خلق أثراً ونوايا أولى في صعود الشعبوية بشتى اشكالها سواء العاطفية أو العقلانية، وتمددها لدى معظم الفئات العمرية والطبقية” ، وذلك من خلال بث مهارات وأساليب ثقافة التعلُم والعمل الجاد المتشبع بمفهوم التكافل والتعاون والتصالح والتسامح وفهم الآخر دون الصيد في الماء العكر، الذي قد يخلق فجوات وثغرات واضطرابات تضليلية هدفها الوحيد تحقيق المصالح الشخصية فقط ، دون أي اعتبارات أخرى مجتمعية المتشبعة بالمبادئ العليا والمشتركة للشعوب والمجتمعات، إضافة الى الحث على تشجيع الدبلوماسية الشعبية الراقية والمتطورة لأنها قد تكون حلا أنسب لإيجاد حلول كفيلة للصعوبات التي قد تواجهها الدبلوماسية العادية في بعض الأحيان والمواقف، وأخيرا المطالبة بإعادة الثقة في أنظمة وأفكار الأحزاب السياسية والاشخاص الفاعلين، كما علينا ان نعاهد انفسنا بعدم تخدير انفسنا بالشعبوية العاطفية ولنتشبع بالشعبوية العاقلة والهادفة ولما لا نقتصد ونستثمر جميعا فيها.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

الفريق الحركي يقترح قانونا يحدد شروط تقديم العرائض إلى السلطات العمومية

للمزيد من التفاصيل...

بوركينافاسو تشيد بالمبادرة الأطلسية الإفريقية التي أطلقها الملك

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي

للمزيد من التفاصيل...

الشرق الأوسط يدخل المجهول..بعد الضربة على إيران المنسوبة لإسرائيل (تحليل)

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

صناديق الإيداع والتدبير في المغرب وفرنسا وإيطاليا وتونس تعزز تعاونها

للمزيد من التفاصيل...

إنوي يحصل على شهادة « HDS » لاستضافة وإدارة بيانات الصحة

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

محاولة تصفية نزيل بـ”عين السبع 1″.. إدارة السجن توضح

للمزيد من التفاصيل...

حسنية أكادير يكذب حصول لاعبيه على تحفيزات مالية من إدارة الرجاء

للمزيد من التفاصيل...

مؤتمر القمة الإسلامي يشيد بدور جلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية

للمزيد من التفاصيل...

وفاة 5 نساء بسبب وجبات تناولنها في “سناك” بمراكش

للمزيد من التفاصيل...

الفريق الحركي يقترح قانونا يحدد شروط تقديم العرائض إلى السلطات العمومية

للمزيد من التفاصيل...

ثلاثي الحسنية يلجأ إلى لجنة النزاعات

للمزيد من التفاصيل...

مصرع فتاة أثناء قضاء ليلة حمراء مع خليجيين.. حقوقيون يستنكرون الأحكام الصادرة في حق المتهمين

للمزيد من التفاصيل...

تفكيك معمل تقليدي لتصنيع “الماحيا” بوادي زم

للمزيد من التفاصيل...