حارة الصورة، درب سليمة، مدرسة الفضيلة للبنات، أول مدرسة تأسست لتعليم البنات بمراكش. اشتراها الباشا الحاج التهامي الكلاوي لفائدة الحركة الوطنية في مرحلة تآلف معها وكلف الوالد احمد بن الحسن العاصمي بإدارتها والسيد الطيب السقاط بتزويدها بما تحتاج اليه. فدشنتها الأميرة عائشة وتطوع للتدريس فيها زعماء الجنوب الموقعون على وثيقة الاستقلال وقادة المقاومة المغربية عبد القادر حسن العاصمي عبد الله ابراهيم الحسين الورزازي… كذلك البشير بلعباس التعارجي والحبيب الغيغائي الفرقاني ومولاي عبد السلام الجبلي والصديق الغراس وعبد النبي بلعادل ومحمد اليزيوي و… وكانت من أهم مراكز الحركة الوطنية والمقاومة والنهضة المغربية.
خرجت ابتداء من سنة 1946، باكورة الفتيات الحاصلات على الشهادة الابتدائية. وقدمت النموذج المثالي لتحرير وتحرر المرأة ونهضتها من الفتيات والنساء كجيل قامت على اكتافهن حركة المقاومة وحركة النهضة المغربية والتحرر. وشكلن كذلك الاطر الاولى التي قامت على اكتافهن الإدارة المغربية غداة الاستقلال.
اغلقها الاستعمار واعتقل روادها سنة 1953، ولم تفتح من جديد إلا بعد إعلان الاستقلال سنة 1955 مواصلة نضالها التحرري النهضوي.
استأنف الوالد رحمه الله إدارتها إلى حين انتقاله إلى رحمة الله في 2 ابريل سنة 1961، حيث سلمتها العائلة الى المدير مولاي امحمد الادريسي ياسين .
في الثمانينيات قامت السلطة بمنع الدراسة في مدرسة الفضيلة بسبب كونها لم تحظ بأية اصلاحات فاصبحت آيلة للسقوط وقامت بإغلاقها.
المرحوم مولاي امحمد الادريسي ياسين الذي كان مديرها منذ وفاة الوالد في 2 أبريل سنة 1961، انتقل حينئذ لفتح مدرسة كان شيدها في زنقة رحال بن احمد المعروفة بثانوية الإدريسي. وبعد مدة سلمها لي المرحوم مولاي امحمد الادريسي ياسين.على هذه الحالة.
منذئذ لم ادخر جهدا في تكوين الملفات وطلبات تثمين هذه المؤسسة باعتبارها تراثا عموميا يتحدث عن مظهر من أهم مظاهر تاريخ نهضة المغرب وتاريخ المقاومة والتحرر وتاريخ تحرير المرأة وتاريخ تعليم النساء….. طالبة سواء باستعمالها في وظيفتها/ التعليم، أو كمتحف لتاريخ التعليم أو تاريخ تعليم المرأة أو تاريخ المقاومة المغربية في الجنوب.
توجهت إلى وزارة ووزراء التعليم الذين تعاقبوا على الوزارة منذ الثمانينيات إلى الآن وإلى السيد مدير المتاحف بالمغرب ووزارة الثقافة والمندوبية السامية للمقاومة….. هكذا هو تاريخ المغرب وتراثه. الحمد لله ان هناك اليوم يقظة ووعي جديد بالتراث وقيمته وادواره الاقتصادية والحضارية و… ننتظر أن يلتفت المعنيون أو بعضهم إلى هذا التراث النسائي المتميز الذي ضربه الزلزال ضربة عاتية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...