عرفت أسعار زيوت الزيتون خلال الموسم الفلاحي الحالي في المغرب، ارتفاعا مهولا، شكل صدمة كبيرة لجل المغاربة الذين يستعملون هذه الزيوت كمكون رئيسي على موائدهم.
فبالرغم من الإجراءات التي قالت وزارة الفلاحة على أنها اتخذتها، والتي على رأسها تقييد تصدير هذه الزيوت إلى الخارج؛ إلا أن أسعار هذا النوع من الزيوت واصلت الإرتفاع، حيث بات سعر اللتر الواحد يتراوح ما بين 80 و 100 درهم، بينما كان لا يتجاوز 75 درهما خلال الموسم الفلاحي المنصرم.
وفي هذا الصدد، يقول راشيد عبد الرزاق، عن تعاونية العزابة الفلاحية بجماعة أولاد مسعود التابعة لإقليم قلعة السراغنة، أن هناك عدة عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار زيوت الزيتون بشكل مهول.
وأضاف راشيد في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أن منتجي حبوب الزيتون وزيوته، لا دخل لهم في هذا الإرتفاع، وإنما الظرفية المناخية أملت عليهم وضع هذه الأسعار، التي ومهما كانت لن تعوضهم عن خسائرهم، يؤكد المتحدث.
وحول أسباب الأزمة التي تعيش على وقعها أسواق زيوت الزيتون، يقول ممثل تعاونية العزابة الفلاحية، على أنها عائدة إلى الأعوام المتتالية للجفاف، مما تسببت في ضعف إنتاج الزيتون، مشيرا إلى أن السدود المغربية التي كان يتم الاعتماد عليها في سقي هذه المغروسات، تراجعت حقينتها، خاصة سد بين الويدان الذي انقطعت مياهه عن العديد من الضيعات الفلاحية بإقليم قلعة السراغنة.
وإلى جانب ذلك، يتحدث راشيد عن معضلة تراجع مياه الآبار بالمنطقة، حيث كان العاملون في القطاع الفلاحي يعثرون على المياه بعد حفر 30 مترا في عمق الأرض، إلا أن ذلك بات شبه مستحيل.
وأمام ما باتت تكلفه عملية حفر الآبار من أجل العثور على المياه بعمق 400 متر، وكذا أمام ضعف ومحدودية مداخيل الفلاحين الصغار، أكد عبد الرزاق، على أن مجموعة من منتجي الزيتون تضامنوا فيما بينهم في إطار تعاونيات فلاحية، علهم ينقذون ما تبقى من أشجار الزيتون بقلعة السراغنة.
وبالرغم من ذلك، يضيف المتحدث، أن موجة الحرارة التي شهدها المغرب في شهر مارس الماضي أتت على الكثير من الأشجار المزهرة، لتنضاف إليها موجة حرارة شهر غشت الماضي، التي قضيت بدورها على الأشجار المثمرة.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول المتحدث، على أن عدم اعتماد للفلاحين على المبيدات والتقنيات الحديثة، تسبب في وفاة الكثير من الأشجار التي كانت فيما مضى تعطي الكثير من حبات الزيتون، وهو ما ساهم أيضا في تراجع الإنتاج مقابل ارتفاع الأسعار.
كما تطرق المتحدث خلال تصريحه، إلى غياب الجهات المعنية عن مواكبة الضيعات الفلاحية المختصة في انتاج الزيتون، خاصة بمنطقة قلعة السراغنة المعروفة بجودة زيتونها وزيوتها الطبيعية، مطالبا في هذا الصدد، بضرورة دعم المنتجين خلال عملية الإزهار، لتفادي المزيد من الخسائر في القطاع.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...