اعتبر خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، على أن ما جاء في الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، مساء أمس الاثنين بمناسبة تخليد الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، يجعل من الصحراء المغربية منطلقا لتنمية دول الساحل.
وفي هذا الصدد، أكد خالد الشيات في تصريح لموقع الأنباء تيفي، على أنه وانطلاقا من خطاب جلالة الملك، من الممكن أن تكون دول الصحراء منطلقا أيضا للتنمية، وذلك من خلال النموذج الذي يمثله المغرب وانطلاقا من الإمكانيات التي تتوفر عليها المملكة، مشيرا إلى أن السير على هذا النحو، من الممكن أن يجعل تلك الدول في مستويات متكاملة ومتقدمة اقتصاديا، لكن عبر مرور رافعتها الاقتصادية بالأساس على التعاون والنموذج الذي يضعه المغرب، بل وكذا مجموعة من المقومات والبنيات التي يضعها المغرب رهن إشارتها، مضيفا أن الأخيرة من الممكن أن تكون أدوات أساسية للتنمية، خاصة ما يتعلق بالجوانب المرتبطة بالخطوط الطرقية والبحرية والسككية..
كما أشار أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، إلى أن جلالة الملك عدَّدَ خلال خطاب مساء أمس، حسنات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية على عدة مستويات، سواء ما يتعلق بالتنمية الذاتية التي تم تحقيقها بهذا الربع من المملكة، وكذا كافة المنجزات التي تمت في إطار النموذج التنموي الذي وضعه جلالة الملك لهذه الأقاليم.
كما تحدث الشيات في تصريحه، عن النجاحات التي حققها المغرب على المستوى الدبلوماسي والسياسي، خاصة بعد تزايد الدول المعترفة بمغربية الصحراء، وهو الشيء الذي استعرضه جلالته في خطابه، وهي مكتسبات أكد الأستاذ خالد على أنها تأثرت بالتوجيهات الملكية التي كانت إيجابية وأساسية خاصة فيما يتعلق بالجدية في العمل.
النهضة التي تعيش على وقعها الأقاليم الجنوبية، يطمح جلالة الملك، حسب تعبير الشيات، في أن تكون طريقا لإيجاد دولة مغريبة قادرة على التنافس والتوسع بشكل أكبر على المستوى البحري، وأيضا على مستوى تنمية واستمرار النهج المرتبط باستغلال الثروات الطبيعية الأساسية، سواء تعلق الأمر بباطن الأرض من معادن، أو الثروة السمكية، أو ما يتعلق بقطاعات أخرى، من فلاحة وطاقة متجددة وسياحة، وذلك لاعتبارها مجالات أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
ومن هذا المنطلق، يرى الشيات، على أن جلالة الملك يسعى لأن تكون التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية منطلقا أيضا لرؤية مندمجة وتكاملية مع مجموعة من الدول التي تنتمي إلى دول الساحل، وهي دول يقول المتحدث على أن مستوياتها الاقتصادية متراوحة، لكن هي في حاجة للتنمية بشكل مندمج ومتكامل، مشيرا إلى أن المغرب وضع في مؤتمر الصدد، إطارا مؤسساتيا يجمع الدول 23 التي تمثل الساحل، وليس مجرد رؤية ذاتية أو منغلقة، ولكن هي رؤية تكاملية حتى مع مجالات أخرى، على حد تعبير الشيات.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...