بعد عودته إلى منظمة الاتحاد الافريقي، في يناير 2017؛ نجح المغرب في تعزيز علاقاته مع دول القارة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مما أدى إلى استعادة ثقة الدول الأفريقية في قدراته على توظيف إمكانياته وموارده لخدمة مصالح القارة من خلال شراكة متبادلة، وتعزيز بنية السلم والأمن في القارة الإفريقية.
وفي السياق ذاته، فإن المغرب، ومنذ سنوات أبدى اهتماما بالغا لقضايا القارة الافريقية من خلال الزيارات المتعددة لجلالة الملك محمد السادس، والمشاركة في القمم والاجتماعات الافريقية، وتفعيل دور الدبلوماسية على المستوى الافريقي، والتنسيق مع دول القارة في المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية المشتركة، وطرح مبادرات تهدف لخدمة قضايا القارة ومصالحها، وتفعيل دوره على صعيد تنمية القارة والنهوض باقتصادياتها، من خلال الشراكة الاقتصادية مع عدد من الدول الافريقية.
وقد تم انتخب المغرب اعتبارا من فاتح فبراير 2024، لرئاسة هذه الهيئة التقريرية المهمة، المكلفة بتعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
ووفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج تأتي رئاسة المغرب لمجلس السلم والأمن، مع انعقاد القمة ال 37 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، والتي من المقترح أن يتضمن برنامج القمة اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن والسلم حول موضوع “الربط.. السبيل نحو تعزيز السلم والأمن والاندماج بإفريقيا”.
وحيال ذلك، قال محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، إن انتخاب المغرب لرئاسة إحدى أهم المجالس الحساسة داخل الاتحاد الأفريقي يُعَدُّ تأكيدا للثقة التي يحظى بها المغرب من قبل أعضاء الاتحاد الافريقي.
وأضاف شقير في تصريح لموقع “الأنباء تيفي” أن سياسة الحياد التي تتبناها المملكة والتزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أكسبت المغرب هذه الثقة.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن المقاربة التي اعتمدها المغرب في معالجة القضايا السياسية، والتي تربط بين السلم والأمن والتنمية، تعزز المكانة التي تحظى بها الدبلوماسية المغربية، بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبها المغرب في التعامل مع القضايا الإفريقية، كالأزمة الليبية على سبيل المثال، مما دفع إلى تجديد الثقة في رئاسة المغرب لهذا المجلس.
وأوضح الباحث في العلوم السياسية، أن التجربة الدبلوماسية والسياسية التي اكتسبها المندوب الدائم للمغرب لدى الاتحاد الافريقي، والعلاقات الشخصية التي بناها منذ توليه هذا المنصب، لها دور أساسي في إعادة انتخاب المغرب على رأس هذه المؤسسة، خاصة بعد النجاح الذي حققه في تدبير القضايا المطروحة على المجلس خلال الولايتين السابقتين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...