اعتبر خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، أن الزيارة التي يقوم بها حاليا بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية للرباط، هي بمثابة انطلاقة جديدة لتنمية العلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسبانيا.
وأكد الشيات في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أن هذه الزيارة تأتي في إطار الروابط السياسية المتطورة التي جمعت البلدين، خاصة بعد تصريح إسبانيا بأولوية وجدية الحكم الذاتي، باعتباره بالنسبة لها الحل الأمثل للقضية المفتعلة في الأقاليم الجنوبية.
كما تأتي زيارة سانشيز للرباط، حسب المتحدث، تبعا للتطور المستطرد للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، لاسيما العلاقات التجارية والاستثمارية التي تزايدت بين الطرفين خلال الآونة الأخيرة بمعدلات كبيرة.
وأكد أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، على أن هذا التطور، جعل من إسبانيا أهم الشركاء الخارجيين للمغرب، سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى الثقافي أو الإنساني، مؤكدا على أن تطور تلك العلاقات امتد بشكل أكبر ليشمل حتى المستوى الحضاري.
ويرى الشيات، أن هذه الزيارة لها رمزية تاريخية بالنسبة للمغرب، خاصة بعد موقف إسبانيا اتجاه قضية الحكم الذاتي، وكذا التطور والتعاون البناء الذي يشهده البلدين في إطار التحولات الكبرى التي تعرفها المنطقة، وكذا في إطار الرؤى الاستراتيجية لجلالة الملك التي ترتكز على أبعاد جديدة في أفريقيا، لاسيما فيما يتعلق بمنطقة غرب القارة السكع والساحل ومنطقة الصحراء.
ويشدد المتحدث، على أن هذا التطور الذي تشهده علاقات البلدين من مختلف المناحي، وموقفها إزاء قضية الأقاليم الجنوبية، جعل إسبانيا في قلب مسألة العلاقات المغربية، خاصة أمام اعتبار إسبانيا مستعمرا سابقا للمنطقة.
زيارة سانشيز للمغرب، يؤكد الشيات، على أنها ستشكل منطلقا جديدا لتنمية العلاقات بين البلدين، في إطار الارتكاز على الأقاليم الجنوبية لبناء شركات ذات طبيعة استراتيجية على المستوى الأفريقي، وعلى مستوى البرامج التي يضعها المغرب فيما يتعلق بمسألة الساحل والصحراء، مضيفا أنها ستنعكس أيضا بشكل ايجابي البرامج الأخرى التي تهم البلدين، لاسيما ما يتعلق بأنبوب الغاز الذي يربط بين المغرب وأفريقيا وأوروبا.
وجدير بالذكر، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، استقبل صباح اليوم الأربعاء 21 فبراير الجاري، بمطار الرباط، رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في أول زيارة رسمية له هذا الموسم إلى المغرب، حيث من المرتقب أن يجري لقاء مع الملك محمد السادس.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...