عقدت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الإبتدائية بمراكش، اليوم الإثنين سادس ماي الجاري، جلسة جديدة في ملف ضابط الشرطة (ع، أ) المتهم الرئيسي في قضية وفاة الشاب ياسين الشبلي خلال خضوعه لتدابير الحراسة النظرية داخل مخفر للشرطة بابن جرير.
وطالب دفاع ذوي حقوق الضحية ياسين الشبلي اثناء مناقشة الملف يومه الاثنين، بضرورة استدعاء عدد من الشهود من الذين كانوا رهن الحراسة النظرية بمخفر الشرطة مسرح الأحداث التي سبقت لحظة وفاة الشاب ياسين، إلى جانب ممرضتين والطبيبة التي عاينت الهالك بالمستشفى.
إلى جانب ذلك، طالب الدفاع بضرورة تفريغ الأقراص المدمجة التي قال على أن عرضها أمام الكل سيكشف حقيقة ما حصل يوم وفاة ياسين الشبلي، بل وسيفك سرا كبيرا لقضية حظيت باهتمام عالمي بالغ، وليس وطنيا فقط.
وإضافة إلى ذلك، انتقد الدفاع الخبرة التي أجريت على جسد الهالك، مشيرا إلى أن تفويض هذه المهمة الى أطباء لا علاقة لهم بالطب الشرعي، لن يمكن من الكشف عن الحقيقة الكاملة، بل وحتى أن تقرير الأطباء الثلاثة والذين من بينهم طبيب مجلس جماعي وطبيب شغل، يكشف معطيات في غاية الخطوة، بل ويطرح أكثر من علامة استفهام.
ومن جهة ثانية، أورد الدفاع التناقض الحاصل في اعترافات المتهم الرئيسي في هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بطريقة اعتدائه على الضحية، حيث صرح مرة أنه قام بصفعه ومرة أخرى أنه قام بدفع ياسين قيد حياته، وذلك دفاعا عن النفس بعد المقاومة الشديدة التي أبان عنها ابن مدينة ابن جرير لحظة إيقافه، وهي الأقوال التي قال الدفاع أنه لن يضحدها أو يؤكدها سوى الأقراص المدمجة، والتي تحتوي على مشاهد التقطتها عدسات كاميرا للمراقبة لفيلا تتواجد بالقرب من الحديقة العمومية حيث تم إيقاف ياسين، ثم التسجيل المرئي للحظة دخول المعني بالأمر لمخفر الشرطة، ثم ما التقطته الكاميرا داخل المخفر.
ومن جهة ثانية، كشف الدفاع تفاصيل صادمة عن يوم وفاة ياسين الشبلي الذي كان بطلا في فنون الحرب، وتعقد عليه أسرته الكبيرة كل الآمال.
وفي هذا الصدد، أوضح الدفاع أن ياسين لحظة الاعتداء عليه، كان مكبل الرجلين واليدين على شكل حرف T، وأن كتفه خلع كما أن فكه السفلي كسر، إلى جانب انكسار عدة فقرات من عموده الفقري، مؤكدا أيضا على أن كل ذلك لا يمكن أن ينجم عن صفعة عادية، وإنما عن اعتداء شديد وقوي تعرض له الهالك في لحظة تم فيها إضعاف كل قواه بتكبيل رجليه ويديه على شكل الصليب.
جدير بالذكر، أن الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الإبتدائية بمراكش، سبق وأن قضت في وقت متأخر من ليلة الإثنين 27 فبراير 2023، بعدم الإختصاص في ملف ضابط الشرطة (ع، أ) المتابع في قضية وفاة الشاب ياسين الشبلي مستهل شهر أكتوبر المنصرم (2022) بالمفوضية الإقليمية للأمن بابن جرير، و إحالة الملف على محكمة الإستئناف بمراكش، حيث قضت الأخيرة يوم الثلاثاء رابع أبريل 2023، برد الدفع المثار، و إلغاء الحكم الإبتدائي القاضي بعدم الإختصاص في ملف المتهم و إرجاع ملفه إلى المحكمة الإبتدائية للبت فيه من جديد.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بمراكش، قرر إحالة المتهم (ع، أ) على قاضي التحقيق بمراكش لكونه يتسم بصفة ضابط شرطة قضائية في إطار قواعد الاختصاص الإستثنائية للإشتباه في ارتكابه العنف أثناء قيامه بوظيفته ضد أحد الأشخاص، والتسبب في القتل غير العمدي الناتج عن عدم التبصر وعدم الإحتياط والإهمال، مع التماس إيداعه السجن المحلي لوداية، وبعد انتهاء التحقيق التفصيلي معه بشأن المنسوب إليه، تم إحالته على أول جلسة يوم تاسع يناير 2023 لبدء محاكمته بالغرفة الجنحية بابتدائية مراكش.
وسبق للغرفة الجنحية التلبسبة لدى المحكمة الابتدائية بابن جرير، أن قضت يوم الخميس 12 يناير 2023، بعدم الإختصاص في قضية 3 رجال أمن (ع،ا) و(م،ا) و(م،أ) متابعين على خلفية نفس القضية، واحالة ملفهم على غرفة الجنايات باستئنافية مراكش، مع استمرار حالة الإعتقال في حق المتهم الأول والثاني، وهو الملف الذي تم استئنافه وتم الحسم فيه من طرف الغرفة الجنحية التلبسية الإستئنافية لدى محكمة الإستئناف بمراكش، وذلك بإعادة إحالة الملف إلى ابتدائية ابن جرير للبت فيه من جديد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...