كشف وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، عن برنامج حكومي جديد، من المتوقع أن ينتهي إعداده مع نهاية السنة الجارية، كما وعد، حيث يستهدف العالم القروي في محاولة لمحاربة مشكل البطالة.
وبحسب توضيحات الوزير، في جلسة علنية بمجلس النواب قبل أيام قليلة، فإن الحكومة شكّلت لجنة، يترأسها عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، وتضم مختلف القطاعات الحكومية، على عاتقها إعداد برنامج “متكامل” كما قال الوزير.
وأضاف، أن معالم هذا البرنامج موجودة في قانون المالية 2025، مؤكدا أن العالم القروي والقطاع الفلاحي بمثابة إشكالية، لأنه يتم فقدان أزيد من 150 ألف منصب شغل كل سنة في السنوات الثلاث الأخيرة، لذلك كان لازما أن ترصد الحكومة بشكل مباشر مليار درهم لتنزيل البرنامج المنتظر.
وبحسب الوزير، فأسباب فقدان الشغل غير المؤدى عنه في الوسط القروي، تأتي، بناء على دراسات وأرقام رسمية، من الكسّابة، وبالتالي هذا الدعم الذي سيأتي به البرنامج الذي تحدث عنه يجب أن يتوجه بشكل “عقلاني” على حد وصفه.
كيف ذلك؟
في هذا الصدد، لفت العربي صديقي، مستشار في الاقتصاد الزراعي والتنمية القروية، إلى أن نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، أظهرت أن العالم القروي يضم 13 مليون نسمة، بمعدل 3 ملايين و100 ألف أسرة، أي أن ميزانية مليار درهم التي تحدث عنها الوزير تساوي حوالي 300 درهم لكل أسرة.
وتساءل، في تصريح للأنباء تيفي، “هل بهذه الميزانية المتواضعة سنوفر فرص شغل في العالم القروي، خاصة منهم الكسّابة، ونمنحهم إمكانيات لمواجهة الجفاف الذي يعانون منه منذ سنوات”.
ويرى أن هذه الميزانية، لن يكون لها وقع ملحوظ على الوضعية، مشددا على أن المطلوب هو برامج وميزانيات عالية، واستثمار نافع ومنتج.
ويرى، أن الحكومة يمكنها أن تتوجه نحو إصلاح الأراضي وشبكات السقي التقليدي، والتشجير وتهيئة المجال القروي، مضيفا أن الحكومة إن أرادت إحداث فرص شغل والاستثمار في البوادي عليها أن تتناقش مع أهل العالم القروي وأن تعرف ماذا يريدون، لتحقيق تنمية مستدامة.
من جهته، يتفق الفاطمي بوركيزية، رئيس جمعية التنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء-سطات، على أن العالم القروي هو أكثر القطاعات التي توفر مناصب الشغل، معتبرا أن البرنامج المنتظر جاء متأخرا.
وشدد، في تصريحه للأنباء تيفي، على ضرورة التسريع بتنفيذ هذا البرنامج، وأن يكون جديا.
وأبرز أن توفير فرص الشغل في العالم القروي يتطلب استراتيجيات معينة، مضيفا أنه لتنزيلٍ أمثل للبرنامج يتعين تثمين المنتوج الفلاحي، عبر خلق وحدات في العالم القروي، تُمكن من تشغيل سكان المنطقة وبالتالي ضمان استدامة فرص الشغل.
وأبرز بوركيزية، أنه يتعين استغلال تحلية مياه البحر والتسريع في ذلك كي لا تعتمد الفلاحة دائما على المناطق البورية.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أنه يتعين إنجاز دراسات حول هذه المناطق البورية، وأن يتم توفير ما يلزم من مياه للسقي عن طريق محطات تحلية مياه البحر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...