كشف استطلاع حديث أجراه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن تنامي ارتباط الأطفال بمنصات التواصل الاجتماعي، حيث باتت هذه الوسائل الرقمية تستحوذ على جزء كبير من وقتهم، مما يجعل الاستغناء عنها أمرا شبه مستحيل.
ساعات طويلة أمام الشاشات
أظهرت نتائج الاستطلاع، عبر منصة “أشارك”، أن غالبية الأطفال يقضون ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا على مواقع مثل فيسبوك، تويتر، إنستغرام وواتساب.
كما أفاد 44% من المشاركين أن أطفالهم يستخدمون هذه المنصات أقل من ثلاث ساعات يوميا، بينما أكد 14% أنهم غير متأكدين من المدة التي يقضيها أطفالهم أمام الشاشات.
ويتفق معظم المستطلعين على أن منصات التواصل الاجتماعي تشكل تهديدًا كبيرًا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا، في حين رأى 58.38% أن هذا التأثير السلبي يستمر ولكن بحدة أقل مع تقدم الأطفال في السن.
ورغم وجود بعض الفوائد المحتملة لهذه المنصات، إلا أن 58% من المشاركين يعتبرونها غير مفيدة للأطفال، بينما يعتقد 41.35% أن تأثيرها الإيجابي يبدأ في الظهور بعد سن 15 عامًا.
قلق متزايد بين الآباء
وأظهر الاستطلاع، أن 69% من الآباء قلقون بشأن استخدام أطفالهم لشبكات التواصل الاجتماعي، بينما يشعر 21% بالحيرة حيال هذا الموضوع.
وكشفت النتائج، أن نحو نصف الأطفال يمتلكون هواتف ذكية قبل بلوغهم سن 12 عامًا، وأن 40% منهم نشطون على هذه المنصات بشكل يومي.
وأمام هذا الاستخدام الواسع، تتباين أساليب المراقبة بين أولياء الأمور، حيث أفادت الأغلبية الساحقة (87%) بأنهم يراقبون أطفالهم أثناء استخدام الإنترنت، سواء من خلال تحديد أوقات الاتصال بالشبكة أو المراقبة المباشرة لشاشاتهم.
ويرجع انعدام ثقة الآباء في هذه المنصات إلى تجاربهم الشخصية والروايات المتداولة، حيث أكد 60% منهم أنهم سمعوا عن حالات انتهاك جسدي أو نفسي للأطفال مرتبطة باستخدام شبكات التواصل.
وأشار 67% من المستطلعين إلى أن المحتويات الجنسية أو الإباحية تشكل أكبر تهديد للأطفال، فيما حذر نصف المشاركين من تأثير الرسائل المحرضة على العنف والكراهية.
كما اعتبر 50% من الآباء أن التحرش الإلكتروني من بين أخطر المشكلات التي قد يواجهها أطفالهم، بينما عبر ثلث المشاركين عن قلقهم من احتمالية اختراق الحسابات.
ضعف الوعي ببرامج الحماية
ورغم كل هذه المخاطر، فإن نسبة الوعي بالمنصات الرقمية التي تهدف إلى توعية الأطفال بمخاطر الإنترنت لا تزال منخفضة.
فقد كشف الاستطلاع أن 14% فقط من المشاركين يعرفون منصة “e-himaya.gov.ma”، و9% فقط سمعوا عن “Cyberconfiance.ma”، بينما لم تتجاوز نسبة معرفة منصة “Koun3labal.ma” حاجز 7%.
وتعكس هذه الأرقام واقعا مقلقا حول مدى تأثر الأطفال بمواقع التواصل الاجتماعي، ما يفرض تحديات كبيرة على الأسر والمجتمع.
وبينما يزداد استخدام الأطفال لهذه المنصات، تتعاظم الحاجة إلى تعزيز الوعي بمخاطرها وتوفير آليات رقابة أكثر فعالية لحمايتهم من المحتويات الضارة والانتهاكات المحتملة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...