تابعونا على:
شريط الأخبار
وهبي: نعد قانونا جنائيا خاصا بتنظيم التظاهرات الكبرى الوكيل العام مراكش يتوصل بقرار محكمة النقض حول ملف كازينو السعيدي الرباط.. توقيف شخص ألحق خسائر مادية بعدة سيارات لتعقب المجرمين.. وهبي يكشف عن خلق بنك للبصمة الجينية انطلاق محاكمة ولد الشينوية أمام القضاء الاستئنافي المونديال والهجرة وقضايا أخرى تجمع بين لفتيت ونظيره الإسباني وزير الفلاحة مطلوب في البرلمان بسبب القطيع الوطني طنجة.. انطلاق محاكمة ناشط حقوقي بسبب تدوينات مناهضة للتطبيع لقجع: نظام الاقتطاع من المنبع ساهم في تحصيل 1.7 مليار درهم لقجع يجتمع برؤساء الأندية بسبب ديون النزاعات رغم غيابه.. انطلاق مناقشة قضية فؤاد عبد المومني إنتاج الزيتون ينخفض بـ13% والأسعار في ارتفاع غياب مصرحي المحضر يؤخر محاكمة “ولد الفشوش” مجلس المستشارين يصادق بالإجماع على مشروع قانون يتعلق بمدونة الأدوية والصيدلة غياب تجهيزات في مركز الأنكولوجيا ببني ملال يعمق معاناة المرضى الشابي يرفض التخلي عن زريدة للإتحاد حقوقيون ينبهون إلى معاناة المراكشيين مع حافلات النقل العمومي 25 مليونا راتب سانتوس بالجيش طوطال إنيرجي التسويق بالمغرب تُتوج كالأفضل في خدمة الزبناء لسنة 2025 «ف.د.ش» تطالب الحكومة بالإسراع بإخراج قانون النقابات

كتاب و رأي

عبد العالي بن مبارك بطل

أول الملذات و"أكفسها"

31 يناير 2025 - 13:21

حقيقة نحن البشر مساكين، ولا حول ولا قوة لنا، وحتمية الظروف التي نعيشها، حيث نجد أنفسنا نُطارد الأوهام (L’illusion) في كل صوب، ثم نكتشف أنها أوهام، وبعدها بدقائق وساعات قليلة نرى أوهاما جديدة في الأفق فنُطاردها مرة أخرى، على الرغم من أن هناك نظرية للمفكر شارل بودلير (Charles Baudelaire) تقول أن من يبني آماله على الأوهام، يجدها تتحقق فعلا ولكن فقط في الأحلام.

فمن منا يوما لم تسيطر عليه أوهامٌ ومعتقدات، سواء كانت سلبية أو إيجابية خاطئة أم صحيحة، تغلغلت في عقله ومخيلاته الفكرية، وقادته في بعض الأحيان إلى إفساد كل ما بناه، بعدما حولته من إنسان مُعافى إلى إنسان مريض وأسير لذلك الوهم، مما يلجأ في بعض الأحيان إلى الكذب لإخفاء الحقيقة تحت غلاف المنطق.

فالوهم كما عرّفه بعض الفلاسفة هو أنّه خطأ في الإدراك والتشوه الحسي، وسوء تفسير الإحساس الحقيقي، والبعض الآخر يرى على أنه إيمان الشخص بمعتقد خاطئ وبشكل قوي، وبأنه شكّ ووسواس قد يصيب الفرد منا، فيجعله يرى بعض التصوّرات غير الموجودة على أنها واقع وحقيقة، مما تجعل عقله وجسده وأحاسيسه تعيش في وهم وشك ضلالة، وخير دليل على هذا قصتنا التالية: “حيث يحكى أن رجلا زار أحد الاشخاص وقت العشاء، فدعاه لشرب الحساء، ورأى في الطبق أفعى صغيرة، لكنه رغم ذلك استمر في الشرب، مخافة أن يحرجه، وحين عاد الرجل إلى بيته ظل قلقا، وشعر بألم شديد في بطنه لم يمكنه من النوم، وعند الصباح قصد بيت الشخص الذي دعاه للعشاء لاستفساره عن الأمر، وكم كانت دهشته عظيمه عندما أخبره، أنه لم يكن في الطبق أي أفعى وإنما كان هذا انعكاسا لصورة أفعى مرسومه على السقف. ولتأكيد كلامه، سكب له طبق حساء آخر ووضعه تحت سقف حجرة الطعام فانعكست فيه على الفور صورة الأفعى التي رآها بالأمس. واندهش الرجل أكثر حين أحس بزوال ألم بطنه فور معرفته بالحقيقة. وهنا قال له داعيه للعشاء: الأفعى يا أخي أوهمتك فتجدرت في عقلك وجسدك فقط” لذا فالوهم له قوة نفسيه عجيبة قد تتحول إلى واقع محسوس في نفس الإنسان المتوهم إذا لم يتم معالجته.

وصدق عالمنا العربي ابن سينا حين قال الوهم هو نصف الداء، لكن المفكر فريديريش نيتشه (Friedrich Nietzsche) يرى أن التخلص من الوهم، هو أمر جد صعب، ولكن يمكن أن يكون نافع، كما يمكن التعايش معه في بعض الأحيان إذا كان قد يسعد الانسان ويخرجه من دوامات الحزن التي تتجدر في أعماقه ولو بشكل مؤقت.

وبالتالي، فإن مَن يتبع بُنية الوهم يمكنه لا محالة الوقوف على ثلاث ركائز، يكفي أن يتلبّس واحدة فقط منها ليغرق في بحر الوهم، وهي: جهل الشيء، أي عدم معرفته والاستفسار عنه، أو الخوف من الشيء كالموت، أو فقدان الشيء الجميل، وأخيرا قياس الشيء، فإذا قلنا: مثلا طائر يمكن أن نحكم عليه دون تفكير، أو أن نشاهده بأنه كائن ذو جناحين بغض النظر عن تحققنا من طبيعته الجسمانية.

وأخيرا أختم مقالي هذا بحكاية طريفة لعلها تكون عبرة لنا نحن البشر للقضاء عن ملذات الأوهام غير النافعة، التي تصيب عقولنا ومخيلاتنا الفكرية في بعض الأحيان، وما أكثرها في زمننا ووقتنا الحالي، ” حيث يحكى أن رجلا كان يفتخر ويوهم نفسه أنه أذكى وأعلم الناس، فسأله يوما شخص جالس معه على مائدة الغذاء، عن مفهوم الفلسفة، فأجابه المتوهم بفكره وتقته وتوهمه الزائد، ألا يوجد أمامنا صحن مرق به دجاجة واحدة، فرد عليه الشخص الأخر نعم صحيح، فقال عالم زمانه استطيع بعلمي وفكري أن اقنعك أنه ما يوجد في الصحن هو دجاجتان وليس دجاجة واحدة كما تعتقد وترى، فرد عليه الشخص الأخر بفطرته ورجاحة عقله السليم، ما شاء الله أنا الآن فقط اقتنعت أنك عبقري، ومد يده وأخذ الدجاجة وقال لمتوهم فكره وزمانه، الآن خذ الدجاجة الثانية وكلها إن وجدتها” .

صراحة أن الوهم، مشكلته ليست في ذاته، وإنما في التشبث به، بعد انكشافه وانتهاء صلاحيته. والأكثر إشكالا من ذلك عندما يتحول هذا الوهم إلى معتقد ديني وفكري، أو مسلّمة اجتماعية، أو تجارة يُستغل بها الناس، أو سياسة تُخدع بها الشعوب والمجتمعات، وربما يبلغ الحال إلى الاقتتال أو الإقصاء وشتم الناس لبعضهم البعض بسبب الوهم، على الرغم من إدراكهم أن احتمالات صوابه لا تفوق 0.10 بالمائة.

وختاما أقول:

دع الأمور والأقدار تجري في أعنتها …. ولا تنم الا خالي الوهم والبال

ما بين طرفة عين وانتباهتها ……… يغير الله من حال إلى حال

 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

وهبي: نعد قانونا جنائيا خاصا بتنظيم التظاهرات الكبرى

للمزيد من التفاصيل...

لتعقب المجرمين.. وهبي يكشف عن خلق بنك للبصمة الجينية

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

توقيف العشرات من المغاربة بسبب الاحتيال على مساعدات اجتماعية

للمزيد من التفاصيل...

أول زيارة رسمية.. الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى السعودية

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

طوطال إنيرجي التسويق بالمغرب تُتوج كالأفضل في خدمة الزبناء لسنة 2025

للمزيد من التفاصيل...

وزير الصناعة يعطي إنطلاقة قافلة الإدماج المالي للتجار

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

وهبي: نعد قانونا جنائيا خاصا بتنظيم التظاهرات الكبرى

للمزيد من التفاصيل...

الوكيل العام مراكش يتوصل بقرار محكمة النقض حول ملف كازينو السعيدي

للمزيد من التفاصيل...

الرباط.. توقيف شخص ألحق خسائر مادية بعدة سيارات

للمزيد من التفاصيل...

لتعقب المجرمين.. وهبي يكشف عن خلق بنك للبصمة الجينية

للمزيد من التفاصيل...

انطلاق محاكمة ولد الشينوية أمام القضاء الاستئنافي

للمزيد من التفاصيل...

المونديال والهجرة وقضايا أخرى تجمع بين لفتيت ونظيره الإسباني

للمزيد من التفاصيل...

وزير الفلاحة مطلوب في البرلمان بسبب القطيع الوطني

للمزيد من التفاصيل...

طنجة.. انطلاق محاكمة ناشط حقوقي بسبب تدوينات مناهضة للتطبيع

للمزيد من التفاصيل...