أطلق المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف حملة وطنية شاملة تخليدا للذكرى الثانية والعشرين لأحداث 16 ماي 2003، التي هزت مدينة الدار البيضاء وخلفت صدمة جماعية في الوجدان الوطني.
وتشمل هذه الحملة تنظيم فعاليات ثقافية وفنية واجتماعية ورياضية في مختلف جهات المملكة، بهدف تعزيز خطاب السلام والتسامح، ومحاربة كل أشكال العنف والتطرف.
وسعى المرصد، من خلال هذه التظاهرات، إلى إشاعة الوعي الجماعي بقيم التعايش والانفتاح، عبر تعبئة فروعه الجهوية لتنفيذ برامج ميدانية داخل المؤسسات التعليمية ومراكز الشباب والثقافة، انسجاما مع التوجهات الوطنية الرامية إلى إشاعة قيم المواطنة والحوار.
وفي بيان صادر بالمناسبة، دعا المرصد المغربي إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، محذرًا من استغلالها لخطاب الانفصال في تغذية الفكر المتطرف، ومن علاقتها المريبة بتنظيمات إرهابية في منطقة الساحل، على رأسها “داعش”، مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي.
ونبه البيان إلى الأوضاع المقلقة في مخيمات تندوف، حيث تُسجّل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال من خلال استغلالهم في أعمال عسكرية ودعائية متطرفة، ما يُحوّل هذه المخيمات إلى بؤر لتفريخ التطرف والكراهية، وتهديد للسلم الدولي.
كما أشاد المرصد بالنجاحات التي حققتها المنظومة الأمنية المغربية في التصدي للتهديدات الإرهابية، من خلال مقاربة استباقية متكاملة تمزج بين الأبعاد الأمنية والفكرية، مؤكدا أن هذه التجربة باتت نموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا.
من جهتها، أصدرت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب بيانا بهذه المناسبة، طالبت فيه بحل الجمعيات والتنظيمات الدينية التي تعتمد خطاب التكفير والكراهية، معتبرة إياها حاضنة للفكر المتطرف.
ودعت الجبهة إلى إصلاح عميق للمنظومتين التعليمية والإعلامية، بما يضمن القطيعة مع الأفكار الإقصائية المبنية على التمييز الديني والثقافة التقليدية التي تحرض على الكراهية، إلى جانب تعديل القانون الجنائي ليعكس احترام الحريات الفردية وحرية المعتقد.
كما شددت الجبهة على ضرورة تفعيل الديمقراطية التشاركية التي ينص عليها الدستور المغربي، وملاءمة القوانين الوطنية مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، انطلاقا من روح “تامغرابيت” التي تعبر عن الهوية المغربية الجامعة والمنفتحة.
وأكدت كل من الجبهة والمرصد، في ختام بياناتهما، أن تخليد ذكرى 16 ماي يجب ألا يظل مجرد استذكار لمأساة وطنية، بل مناسبة متجددة لتعزيز مناعة المجتمع ضد الغلو والتطرف، والعمل من أجل مغرب يسوده السلام والعيش المشترك.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...