انطلقت مساء أمس الخميس 22 ماي بقصر الباهية بمدينة مراكش فعاليات النسخة الثالثة من “أيام التراث”، الحدث الثقافي الذي يسعى إلى الاحتفاء بالتراث المادي واللامادي للمدينة الحمراء، بحضور نخبة من الفاعلين في مجالات الثقافة والفن.
وتنظم هذه الدورة من طرف جمعية “تراث” لحفظ وتثمين التراث، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبدعم من ولاية جهة مراكش- آسفي، مجلس الجهة، المجلس الجماعي لمراكش، حديقة ماجوريل، والمجلس الجهوي للسياحة. وتأتي هذه الدورة تحت شعار “مراكش.. على مجرى الماء والحدائق”، مستهدفة إحياء الذاكرة المعمارية والطبيعية للمدينة من خلال جولات وورشات متنوعة.
ويشارك في هذه التظاهرة الثقافية أكثر من 200 مرشد متطوع، خضعوا لتكوين متخصص على يد مهندسين معماريين ومؤرخين وخبراء في التراث، بهدف تمكين الزوار من استكشاف معالم المدينة ورموزها التاريخية والثقافية.
وترمي “أيام التراث” إلى تعزيز الوعي الجماعي لدى الشباب والسكان والزوار بأهمية المحافظة على موروث مراكش العريق، من خلال فتح أبواب مواقع تراثية غالبا ما تكون مغلقة أمام العموم، وتقديم زيارات ومعارض مجانية في إطار من الانفتاح والولوجية.
وأكدت سعاد بلقزيز، رئيسة الجمعية المنظمة ومهندسة معمارية، خلال كلمة افتتاحية، أن هذه الدورة شهدت توسعا غير مسبوق في عدد المواقع المفتوحة أمام الزوار، مشيرة إلى إدراج معالم بارزة كموقع “قصر البحر” ضمن برنامج الجولة، بهدف تسليط الضوء على أماكن ظلت مغمورة لسنوات.
كما شددت بلقزيز على أهمية البحث التاريخي الدقيق في نقل التراث المغربي للأجيال القادمة، مؤكدة أن الحفاظ على هذا التراث يتطلب فهماً معمقًا لسياقاته.
ويزخر البرنامج العام للتظاهرة، الممتدة إلى غاية 25 ماي، بفقرات متنوعة تشمل عروض أفلام، معارض فوتوغرافية لفنانين مثل ماركو غيرا، بينوا مايارد، أوليفييه مونج، وفاتن صفي الدين، إضافة إلى ركن خاص بالنباتات الحضرية بالتعاون مع المركز الوطني محمد السادس للمعاقين. ويشمل الحدث أيضًا ورشات للأطفال، زيارات تعليمية، وندوات متخصصة، منها ندوة حول “العمارة التقليدية والجناح المغربي في بينالي البندقية”، وأخرى بعنوان “مراكش، على طول الماء والحدائق”، إلى جانب توقيع كتاب “لغز القبة المرابطية في مراكش” من تأليف سعاد بلقزيز.
وتعكس هذه الأيام الثقافية التزام مدينة مراكش بالحفاظ على تراثها الغني، وتوفير فرص للتفاعل والتعلم حول مكوناته المتنوعة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...