يُواجه الفلاحون المغاربة خلال شهر يونيو تحديا متجددا يتجلى في ارتفاع درجات الحرارة، التي تتزامن مع مرحلة حساسة من نمو الزراعات الربيعية، خاصة الحبوب كالقمح والذرة، والخضروات مثل الطماطم والفلفل، والبقوليات كالعدس والحمص.
في هذا التوقيت، تكون معظم المزروعات في طور الإزهار أو بداية العقد، وهي مراحل تتطلب توازنا حراريا دقيقا، ما يجعلها هشة أمام موجات الحرارة التي تفوق المعدلات الموسمية.
وتؤدي هذه الظروف إلى اختلال التوازن الفسيولوجي للنبات، حيث تتسارع دورة النمو بشكل غير طبيعي، فتقل جودة الغلال وتنخفض مردودية الإنتاج.
كما أن التبخر السريع الناتج عن ارتفاع الحرارة يضع ضغطًا مضاعفًا على موارد المياه، في وقت تعاني فيه مناطق واسعة من البلاد من شحّ في التساقطات وتأخر موسم الري، مما ينعكس سلبًا على مستقبل الموسم الفلاحي ككل.
وتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية تسجيل موجة حر مع الشركي، من اليوم الأربعاء إلى الاثنين المقبل، بدرجات حرارة تتراوح ما بين 33 و46 درجة بعدد من مناطق المملكة.
وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 40 و45 درجة، اليوم الأربعاء، بعمالات وأقاليم زاكورة، طاطا، أسا الزاك، السمارة، بوجدور، أوسرد وواد الذهب.
كما تتوقع المديرية تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 40 و45 درجة، غدا الخميس بعمالات وأقاليم طاطا، تارودانت، زاكورة، قلعة السراغنة، مراكش، الرحامنة، بني ملال، الفقيه بن صالح، أوسرد، واد الذهب، بوجدور، أسا – الزاك، السمارة وكلميم.
وسيتم، حسب المصدر ذاته، تسجيل موجة حر من الجمعة إلى غاية الاثنين المقبلين بدرجات تتراوح بين 42و46 بعمالات وأقاليم شيشاوة، قلعة السراغنة، مراكش، الرحامنة، الخميسات، اليوسفية، الفقيه بن صالح، العرائش، وزان، بني ملال، أوسرد، واد الذهب. بوجدور، أسا – الزاك، السمارة، طاطا، تارودانت، زاكورة، القنيطرة، سيدي قاسم، سيدي سليمان وسطات.
كما تتوقع المديرية تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 38 و42 درجة، بعمالات وأقاليم برشيد، الصويرة، مديونة، النواصر، خريبكة، سلا، الصخيرات – تمارة، أسفي، سيدي بنور، مكناس، فاس، مولاي يعقوب، تاونات، كلميم، طانطان وبنسليمان.
ويرتقب، تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 33 درجة و 38 درجة بعملات وأقاليم خنيفرة، أكادير إداوتنان، شتوكة – آيت بها، إنزكان – آيت ملول، سيدي إفني، تزنيت، الدار البيضاء، المحمدية، الرباط، الجديدة، الحوز، أزيلال والحاجب.
وفي تصريح لجريدة الأنباء تيفي، قال طارق الفاطمي، أستاذ علوم النباتات والمناخ الزراعي، إن “الزراعات الربيعية تتأثر بشكل مباشر بدرجات الحرارة المرتفعة خلال شهر يونيو، لأنها تسرّع من عملية الإزهار وتضعف من كفاءة التلقيح الطبيعي، وهو ما يؤدي إلى إنتاج ثمار غير مكتملة أو ضعيفة الجودة”.
وأضاف أن الخضروات داخل البيوت البلاستيكية تعاني بدورها من ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرارة في الوقت نفسه، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الفطريات والأمراض الفيروسية التي تهدد المحصول بكامله.
وأوضح الأزرق أن “الإجهاد الحراري الذي تتعرض له النباتات خلال هذه المرحلة يؤدي إلى انغلاق المسام، وانخفاض قدرة النبات على التمثيل الضوئي، مما يُعيق تكوين المواد العضوية الضرورية للنمو”.
ودعا الخبير إلى اعتماد تقنيات ذكية في الري، وتحديد مواعيد الزراعة وفق مؤشرات مناخية دقيقة، مع ضرورة تسريع وتيرة البحث العلمي في تطوير أصناف زراعية مقاومة للحرارة والجفاف، كخيار استراتيجي أمام تحديات التغير المناخي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...