سجلت حقينات السدود بالمملكة تحسنا ملحوظا، عقب التساقطات المطرية الأخيرة التي همت أساسا النصف الشمالي من البلاد، حيث واصلت عدد من المنشآت المائية استقبال ملايين الأمتار المكعبة من المياه، ما عزز المخزون الوطني وكرّس ريادة بعض الأحواض الكبرى، وعلى رأسها حوض سبو.
وأظهرت معطيات رسمية صادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه، أنه إلى غاية 28 دجنبر 2025، شهدت نسبة الملء الإجمالية للسدود خلال الأسابيع الأخيرة تحسنا ملحوظا، مع تسجيل زيادة مهمة مقارنة ببداية الشهر، رغم استمرار الضغط على الموارد المائية على الصعيد الوطني.
وأبرزت الأرقام تباينا واضحا بين الأحواض، إذ دخلت أحواض الشمال والشمال الغربي، خاصة سبو وأبي رقراق، وضعية مريحة، في حين شرعت أحواض الوسط والشرق، مثل أم الربيع وملوية، في مرحلة تعاف تدريجي بعد سنوات من العجز المائي المتراكم.
وعلى مستوى السدود الكبرى، واصل حوض سبو تصدره المشهد المائي الوطني، حيث حقق سد الوحدة واردات قياسية خلال 24 ساعة فقط، لترتفع نسبة ملئه إلى مستويات تقارب النصف، ما يعزز الأمن المائي ويؤمّن تزويد المساحات السقوية الكبرى.
كما سجل سد سيدي محمد بن عبد الله، بحوض أبي رقراق، نسبة ملء مرتفعة مكنت من تأمين إمدادات مياه الشرب للمحور الساحلي الرابط بين الرباط والدار البيضاء.
في المقابل، ورغم تسجيل واردات جديدة، ما تزال سدود حوض أم الربيع تعاني نسب ملء ضعيفة، نتيجة العجز التراكمي لسنوات الجفاف، غير أن الواردات الأخيرة شكلت دفعة إيجابية للمنظومة البيئية والفلاحية بعدد من المناطق.
أما في الجهة الشرقية، فقد أبان سد محمد الخامس عن تحسن تدريجي في منسوب مياهه، ما يساهم في تخفيف الضغط عن مدن واحات وسهول ملوية، بعد فترة من الخصاص المائي الحاد.
وبالتوازي مع ذلك، كشفت المعطيات الرسمية امتلاء عدد من السدود الصغرى والتلية بشكل كلي أو شبه كلي، خاصة في أحواض اللوكوس وسبو وأم الربيع، ما يعزز الوفرة المائية المحلية، رغم محدودية سعتها التخزينية.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، شدد متابعون للشأن المائي على أن الوضعية الراهنة تفرض مواصلة اعتماد تدبير عقلاني ومستدام للموارد المائية، وتسريع مشاريع تحلية مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، إلى جانب تكثيف حملات التحسيس بترشيد الاستهلاك، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتزايد الطلب على الماء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232