تلت الإشاعة عبد القادر مطاع، لكنها لم تقتل الموهبة التي يمتلكها الرجل، والحب الذي يغمره به محبوه.
التصق صوت مطاع بالعديد من المنتجات الاشهارية، هو صاحب الصوت الرخيم، لكن كل ما تملكه الرجل في أنفقه على مرضه.
أصيب الفنان بمرض أفقده البصر، لكنه مع ذلك بقي يؤدي أدوارا وهو أعمى، ولفرط موهبته لم ينتبه الجمهور.
الجسد العليل لمطاع، عجز عن مقاومة السرطان، الذي أتعبه، قد لا يعرف الشباب عن شخصية “الطاهر بلفرياط”، وهو الدور الذي جسده مطاع في ثمانينات القرن الماضي، مما حوله إلى نجم أول على شاشة التلفزيون.
نشأ مطاع، الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بدرب السطان، في أسرة فقيرة، تولت والدته، وهي سيدة امتهنت الطبخ في الأعراس، تربيته بعد وفاة والده، وهو في سكن مبكرة، قبل التمثيل غادر بلفرياط الذي يعد أحد الفنانين المغاربة الذي يتحدث بلسان عربي فصيح، مقاعد الدراسة، حيث اشتغل في ورش للنجارة، ثم “سيكليس”.
ولكسب قوت يومه ومساعدة أمه افترش الأرض لبيع الخضر، وساعد النسوة في نسج الزرابي، وبالموازاة مع ذلك كان يتردد على جمعيات الكشافة، والمخيمات الصيفية.
كان الفنان آنذاك يحب سماع”الراديو”، حيث كانت التمثيليات الإذاعية تشد آذان المغاربة، وفي أول صعود له على خشبة المسرح، لأداء دور في مسرحية “الصحافة المزورة”، سيقف مطاع الفنان المبتدئ حينها، عاجزا عن الكلام، أما زميله مصطفى الخلفي فلم يجد شيئا يفعله سوى أن صفعه أمام الجمهور لعله يتجاوز ارتباكه.
كان يمكن أن لا يعود مطاع للمسرح بعد تجربته الفاشلة جدا، لكن حدث العكس لم ينم تلك الليلة، وبعدها قرر أن لايرتبك أمام الجمهور أبدا.
في ستينيات القرن الماضي، كان مطاع قد تعود على الخشبة ولم يعد يهاب الجمهور، بل صارت للرجل بصمته، لينتقل إلى عالم السينما، حيث لعب البطولة في فيلم “وشمة” للمخرج حميد بناني، الفيلم الذي لقي نجاحا كبيرا وقتها.
كان مطاع أول من نطق من باريس في سنة 1980 بأول حرف معلنا انطلاق إذاعة البحر الأبيض المتوسط ميدي 1 التي اشتغل فيها بمدينة طنجة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...