قالت النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين إن الضغط الممارس على المغرب لاقتفاء أثر الإمارات كبير لا تعود مؤشراته إلى اليوم، وقد أبدت الدبلوماسية الملكية مقاومة كبيرة لنحت اختيارات المغرب المبنية على الاستقلالية وسيادة القرار الوطني في القضايا الدولية، مضيفة أن هذه المقاومة بدت في عدة محطات أهمها رفضه الانسياق السهل والسريع لوصفة “صفقة القرن” والانسحاب من الحرب على اليمن، ورفض الانخراط في محور حصار قطر، فضلا عن اختيارات داخلية بناها الملك محمد السادس انتصارا للديمقراطية والارادة الشعبية المعبر عنها في الانتخابات، حتى لو لم تكن نتائجها تعجب قوى صارت تمارس أدوارا مكشوفة في المنطقة، ويبدو أن السياسة الداخلية للمغرب لا تزال عصية على الاحتواء أو الاختراق السهل وهو أمر وجب التنويه به والانتصار له.
ورأت البرلمانية البيجيدية أن الضغوطات الممارسة على المغرب في هذا الملف كبيرة، ولو وُجد جغرافيا بعيدا عن منطقة الصراع، كما هو معلوم استعمال ورقة الصحراء المغربية للضغط، مع استحضار أدوار اللوبيات الاسرائيلية في مواقع القرار العالمي وأدوار اليهود المغاربة، مبرزة أن “النظام المغربي عرف تاريخيا كيف يخلق توازنات صعبة حماية للمصالح المغربية، والوفاء لالتزامات الشجعان تجاه قضية عادلة، ولا يستقيم اليوم الدفع في اتجاه التخلي عن قضية عادلة( القضية الفلسطينية) لصالح قضية وطنية عادلة( قضية الصحراء المغربية) لأن الميزان هو ميزان مبادئ ثابتة، دون أن يعني ذلك عدم إتقان لعبة المصالح خارج منطق الإبتزاز والضغط وفرض التبعية”.
وتابعت قراءتها، عبر تدوينة، “لو كان الأمر يتعلق بتسوية حقيقية تحمل جديدا للمنطقة بعد كل هذه الحقب من الظلم والاستقواء، لكان المغرب سباقا للمشاركة الجادة والفاعلة بحثا عن حل منصف يتوق إليه الجميع، أما أن يطالب بعضنا بأن نتصف بالجبن ونتخلى عن القضية الفلسطينية لمجرد كون الانحياز لها ليس مربحا في المنتظم الدولي، فنحن جميعا نعرف أن كل القضايا العادلة عبر تاريخ البشرية كان الانحياز لها مكلفا، وحدهم الشجعان من يصمدون، لأن وجه الحق والعدل لا يغيره الميزان التجاري”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...