بلال مرميد*
لست رجاويا ولا وداديا، و الكرة بالنسبة لي ملك لريال مدريد. مع ذلك، أجد نفسي اليوم أكتب للرياضة، في ركن ألف المتتبع أن يخص الفن و الثقافة. عبد الإله الحافيظي هو من منحني الترخيص لأتحرر قليلا من الروتين اليومي و أكتب، لأنه فنان.
هنيئا للرجاء و لأنصار الرجاء لقب الدوري، و ما حفز قلمي على الكتابة هو سيناريو الدورات الأخيرة من الدوري. مثل تلك الأفلام الجميلة التي تعرض عندنا في قاعات شبه فارغة، تابعنا عن بعد، تنافسا بين الرجاء و #الوداد على لقب حسمه هدف #عبد_الإله_الحافيظي. كنا ننتظر دوما أن نعيش الإثارة، و أن نعفى من تلك النهايات الباردة و الكئيبة. أن نى عرضا يحترم عيوننا، تساهم فيه كل فرق #البطولة. في موسم اختير فيه فيروس كورونا أفضل لاعب، اشتدت المنافسة و حضرت النظافة في التنافس. يحق لي و لك و لكل الآخرين، التعبير عن الافتخار بأننا في #المغرب نعيش مع أناس ينأون بأنفسهم عن الشبهات. شاهدنا المباريات التي تلت مرحلة الحجر الصحي، و اكتشفنا بأن أندية كثيرة لعبت بشرف، و لم تجعل مهمة الفرق المتصدرة يسيرة. أمس أبان #الفتح_الرباطي و #الجيش_الملكي و #أولمبيك_آسفي، بأن فرقنا تستحق الاحترام، و بأن اللاعبين يحترمون مهنتهم، و يحترمون الجمهور، و يحترمون اللعب النظيف. كنا نسمع من ذي قبل قصصا غريبة، لمباريات تلعب في الدورات الحاسمة و تميزها تصرفات عجيبة، و تنتهي بنتائج مريبة. أمس، شاهدنا كيف تغيرت المعطيات في الأنفاس الأخيرة، و عاد اللقب للرجاء البيضاوي من خلال لقطة الختم التي أنهى بها الحافيظي شريط بطولة طويلة، لم نحتج فيها لموضب يستغبينا جميعا.
لست رجاويا و لا وداديا، و هذا الركن ليس ركنا خاصا بالكرة. كل ما فس الأمر، أن عبد الإله الحافيظي فنان، و الدوري المغربي نقي و محترم و مختلف عن بطولات عربية و إفريقية لا زالت تمنح الألقاب لفرق بعينها، و تحسمها أمور أخرى بعيدة كل البعد عن الكرة. رغم كل العراقيل التي تسبب فيها فيروس كورونا، و كل تعقيدات البرمجة التي رافقت عودة الدوري، جاءت النهاية مشرفة لكل أطقم الفرق المغربية. في كل مناسبة نمنح فيها جرعات فرجة، و تقدم العروض المحترمة سواء في الكرة أو في #الفن، و تحضر النزاهة و التنافس الشريف، يحس كل متتبع بفخر الانتماء. يشعر المشاهد المغربي، بأن من يلهثون وراء كرة و يطلبون ودها، و من ينظمون اللعبة، و من يشتغلون لتطويرها، أناس يحترمونه و يحترمون ذكاءه.
لست رجاويا و لا وداديا، لكننا أمس كمشاهدين تابعنا مقابلات نظيفة، بتنافسية كبيرة. تابعنا حكاما يحاولون قدر المستطاع مجاراة الإيقاع، و تفادي الهفوات. تابعنا فرحة مستحقة من الرجاويين في الملعب، و تابعنا تعليقات أنصار الوداد البيضاوي و نهضة بركان و هم يفضون بافتخارهم باللاعبين الذين قدموا الكثير، و كانوا قريبين في لحظة ما من معانقة اللقب.
لست رجاويا و لا وداديا، و أعتذر للقسم الرياضي على تطاولي. وددت فقط أن أشير إلى أننا في هذا البلد، نفخر بكل من يحترم الجمهور. أتحدث هنا عن جمهور الكرة، و جمهور الفن. قلت الفن؟ عبد الإله الحافيظي فنان، و كل من يقول العكس، عليه أن يهدأ قليلا. أن يراجع نفسه، و أن يركز في أدائه كصانع فرجة حقيقي. بعدها، سيعترف بنفسه لنفسه بأن هذا الولد فنان، و ما أحوجنا فس هذا البلد للفنانين الحقيقيين.
لست رجاويا ولا وداديا، و الكرة بالنسبة لي ملك لريال مدريد. مع ذلك، أجد نفسي اليوم أكتب للرياضة، في ركن ألف المتتبع أن يخص الفن و الثقافة. عبد الإله الحافيظي هو من منحني الترخيص لأتحرر من الروتين اليومي و أكتب عن الكرة، لأنه فنان. شكرا لكل الفرق على السيناريو النظيف و النزيه الذي قدم في هذا الموسم، و من الآن سنرقب الموسم المقبل. حين يفرض التنافس الشريف هيبته، نستقطب نحن الذين كنا و لا زلنا نميل بعيوننا شمالا نحو الدويات الأوربية. سنكون أول المدافعين عن بطولتنا المحلية، مثلما دافعنا عن #الفيلم_المغربي و #المسرح_المغربي و #الرواية_المغربية و كل ما هو مغربي. امنحونا فقط الفرصة.. رجاء امنحونا الفرصة لنؤمن بأن بطولتنا تتوفر لها بعض من مقومات الاحتراف، و تضمن لنا الحد الأدنى من فرجة، و سنكون أول الداعمين. الكرة في كل بقاع الدنيا ليست مجرد جلد منفوخ، بل هي متنفس و مجال فرجة. في زمننا الكئيب نحتاج الفرجة، و لا مكان في يومياتنا التي يشبه بعضها البعض لمن يسفه و يبخس فرجتنا. هؤلاء، ندعوهم ليبقوا حبيسي جديتهم المصطنعة. اعذرونا قليلا، فنحن لسنا عميقين و لا تافهين. نريد أحيانا فرجة و تنافسا و إثارة، و هذا كل ما في الأمر.
مرة أخرى هنيئا للرجاء، و شكرا لباقي الأندية التي وفرت لنا فرجة و منافسة نزيهة في موسم لعب فيه فيروس كورونا في موقع قلب الهجوم. أن أكتب في الرياضة استثناء، و مضطر للعودة لتخصصي الذي يقبلني و يتقبلني. إن واصلت في الكتابة للرياضة و في #الرياضة، قد أعبث و أبعث بكثيرين لكرسي الاحتياط الأبدي.
*صحفي وناقد سينمائي
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...