“مذبحة” بدم بارد
بعد زوال 8 مارس 2019 تم إشعار ولاية الأمن بأن رائحة كريهة مريبة تفوح من المسكن رقم 25 بالزنقة 17 بحي الوحدة 1 بمدينة مكناس، ولقطع الشك باليقين انتقلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وأفراد الشرطة التقنية والعلمية إلى العنوان المحدد، وبعد اقتحامهم المنزل اكتشفوا في غرفته الأولى بقعا كبيرة من الدماء اليابسة تحت أغطية سريرية، كما عثروا داخل غرفته الثانية على ثلاث جثث متحللة تبين بأنها للمسمين قيد حياتهم (ع.د.ذ) وأمه (ز.ذ) وخالته (ف.ذ) المزدادون، على التوالي، في سنوات 1997 و1965 و1949، والذين بعد رفع البصمات وعينات الحمض النووي وغيرها من وسائل الإثبات، تم إخضاع جثثهم للتشريح، حيث أكد الطبيب الشرعي بأن وفاتهم تعود لبضعة أيام عن تاريخ وقوع الجريمة، وقد نتجت عن تلقيهم طعنات بأداة حادة، فيما أفاد بعض الجيران بأن شخصا أدلوا بمعلومات كافية عنه تردد قبل هذه المأساة وبعدها على منزل الهالكين والذي يتوفر على مفتاحه متظاهرا بالسؤال عن أحوالهم .
الجاني يعيد شريط الجريمة
في وقت وجيز تمكن رجال الضبط القضائي من توقيف المشتبه فيه داخل مخبئه بأحد أزقة الملاح القديم بالعاصمة الإسماعيلية، وبحوزته سكين من الحجم الكبير وثمانية آلاف درهم وسرواله ملطخ ببقعة دم من فصيلة الضحية الثانية، إذ تم حجز هذه المتعلقات لفائدة الأبحاث القانونية، والذي بعد التحفظ عليه رهن الحراسة النظرية باشر عناصر الضابطة القضائية استجوابه بخصوص المذبحة موضوع البحث، إلا أنه أنكر بأنه من نفذها، لكن التحريات أبانت عن كونه حضر عند الضحايا بدعوى إحياء الرحم معهم وقضاء ليلة في ضيافتهم، وبعد ما تأكد بأنهم غرقوا في النوم أجهز عليهم بذلك السلاح الأبيض وسحبهم إلى غرفة واحدة ثم استولى على مدخراتهم وانصرف إلى حال سبيله في جنح الظلام. وقد عاد إلى مسرح الجريمة للتظاهر بأنه كان غائبا منذ مدة.. أما السبب (حسب زعمه) فهو خلاف بينه وبين شقيقتيه المذكورتين حول منزل وأرض بسيدي قاسم.
تهم ثقيلة والحكم الإعدام
وبناء على المحضر رقم 910 ج ج/ش ق المرفق بالأدلة وعلى مطالبة الوكيل العام للملك في الملف عدد 2019/113 أمر قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بحبس المتهم احتياطيا والذي بعد استنطاقه ابتدائيا وإعداديا أصدر يوم 15 يناير 2020 قراره رقم 18 بمتابعته وتقديمه للمحاكمة، إذ قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس علنيا وحضوريا خلال جلستها المنعقدة في فاتح مارس 2021 بمؤاخذة المعتقل (ع . ر . ذ )، يعمل حَمَّالاً (طالب معاشو)، عازب من مواليد 1945، ومتعدد السوابق القضائية، على خلفية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد أعقبته جناية السرقة الموصوفة بظروف الليل واستعمال السلاح والعنف وتغيير حالة الأمكنة التي وقعت فيها الجريمة ومعاقبته على ذلك بالإعدام.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...