فنادق خالية ورحلات ملغاة ومعالم سياحية مغلقة، وأزمة عميقة تكبدها أهل السياحة بعاصمة النخيل، منذ شهر مارس من السنة الماضية بسبب فيروس كورونا المستجد الزائر الذي جاءنا غفلة ليقلب الحمراء رأسا على عقب.
أشهر عديدة وساحة جامع الفنا تئن في صمت، لا أحد تمكن من ترميم جراحها، أو خفف من حدة آلامها وآلام من كان يصدح فوق أديمها، ينتظرون الفرج، وأن تعود الحياة إلى سابقها، علهم ينقذون ما تبقى من أطلال هدها الفيروس القاتل.
اليوم، وبعد تمديد قرار الإغلاق الليلي، تعود الحياة من جديد إلى الساحة، والبهجة تتسلل تدريجيا إلى الفناء مرة أخرى، لتعيش الساحة خلال نهاية هذا الأسبوع وبعد أشهر من الاغلاق، ساعات كان ينتظرها الكثيرون على أحر من الجمر.
عاد ليل ساحة جامع الفنا ليتلألأ بالفوانيس التقليدية، وليتراقص ضوؤها خلف دخان المشويات من اللحوم والنقانق في المطاعم الشعبية في الهواء الطلق التي تقدم مختلف اصناف الأكل المغربي، للمسكونين من مغاربة وأجانب بنكهة الأطعمة الأصيلة، رغم أنه ليس كالسابق، لكنه على الأقل نبراس يفتح من جديد باب الأمل لأهل الساحة.
أصحاب عربات العصير والحنطات وأهل فن الحلقة والبازارات ومحلات بيع الملابس ومختلف المنتجات، يستنشقون من جديد عبق جامع الفنا، وينتظرون المزيد من القرارات التي ستعيد الحياة إلى الساحة كما كان في السابق، خاصة أمام تحسن الوضعية الصحية بالحمراء وسائر المملكة.
ولأن المدينة العتيقة جزء لا يتجزء من الساحة العالمية، عاد الاهتمام من جديد إلى هذا الربع من المملكة، حيث قام كريم قسي لحلو والي جهة مراكش آسفي، مساء أمس السبت 22 ماي الجاري، بزيارة تفقدية لبعض الأوراش بالمدينة العتيقة بمراكش.
وقد همّت هذه الجولة التي تأتي في إطار التتبع المستمر للمشاريع و الأوراش الكبرى، مشروع متحف التراث اللامادي قيد الإنجاز بالمقر السابق لبنك المغرب بساحة جامع الفنا، حيث اطلع الوالي والوفد المرافق له على وتيرة إنجاز الأشغال مع مراعاة خصوصيات هذا المشروع المهيكل وذلك بحضور فريق المشروع ومكاتب الدراسات الهندسية والتقنية.
وإثر ذلك قام الوالي والوفد المرافق له بالإطلاع على سير مشاريع تهم المدينة العتيقة، خاصة على مستوى جامع لفنا وساحة باب فتوح وسوق السمارين، حيث عاين تقدم الأشغال بهذه الأوراش و اطلع على المراحل والآجال المحددة لتسليمها.
وشكلت هذه الزيارات فرصة التقى خلالها الوالي بالتجار والصناع التقليديين بساحة جامع الفنا، حيث تم تسجيل تحسن تدريجي ومشجع للحركية الاقتصادية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...