تعيش كليات الطب على صفيح ساخن بعد تأخر صرف منح طلبة السنة السابعة طب عام وطلبة السنة السادسة طب أسنان والسنة السادسة صيدلة، دفعتي سنة 2020/2021، لأسباب لا تزال مجهولة بالرغم من الاحتجاجات المتواثلة التي خاضها هؤلاء الطلبة، والمجهودات التي لازالوا يبذلونها في سبيل الحصول على منحهم التي تمت المصادقة عيها من قبل الحكومة يوم 18 يونيو 2020 وتم نشرها في الجريدة الرسمية.
وما زاد الطين بلة، هو بلاغ أصدرته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، مررت من خلالها عدد من المغالطات حسبما أفاد به طلبة الطب في تصريح لموقع “الأنباء تيفي”، إذ حاولت جيهان الحدادي، وهي إحدى الطالبات اللواتي تأخر صرف منحتهن، الرد على ما ورد في هذا البلاغ قصد تصحيح ما ورد فيه من مغالطات قائلة: “كطالبة طب سنة سابعة، مستفيدة من منحة التعليم العالي “منحتي “، كنت سعيدة بإنصافنا بالإدماج ضمن الطلبة المستفيدين من هذه المنحة بعد إقصائنا لسنوات من نظام الأسلاك من منحتي، ما تمخض عنه مقاطعتنا للتداريب الاستشفائية والدروس النظرية سنة 2019، وهي المقاطعة التي شارك فيها 18.000 ودامت حوالي ستة أشهر. إذا كنا سعداء بهذا الإنصاف بعد المعركة النضالية التي خضناها قبل أن نتفاجئ بإقصائنا مرة أخرى، وهذه المرة بموجب مرسوم مصادق عليه ومنشور في الجريدة الرسمية”.
وأكدت الحدادي بأن من بين المغالطات التي مررتها الوزارة، اعتبار التعويض عن المهام بمثابة منحة، في حين أن وزارة الصحة والتعليم كانا على علم بالتعويضات عن المهام الاستشفائية والمناوبات التي تمنحها وزارة الصحة وكنا نستفيد من منحنا بالموازاة مع التعويضات التي كنا نحصل عليها مقابل ما كنا نؤديه من خدمات، مؤكدة بأن صرف هذه التعويضات لم يمنعه من استفادة الطلبة من منحهم.
وفيما يتعلق برفع التعويضات من 1500 إلى 2000 درهم، فإن هذا الإجراء كان وليد محضر اتفاق بين الطلبة و وزارتي الصحة والتعليم في 28 غشت 2019، وهو نفس المحضر الذي تم ادراج طلبة السنة السادسة والسابعة في السلم الثالث من منحتي بموجبه، ما يعني أن الوزارتين كانتا على علم بهذا الرفع في التعويض وكذا بقرار منحتي ومع ذلك قاموا بتوقيع المحضر و المصادقة عليه بعد ذلك.
وأوضحت جيهان بأن الهدف من هاته التعويضات هو المساعدة على تحضير وإنجاز أطروحة الدكتوراه لفئة توفرت فيها شروط أهمها الاستحقاق الاجتماعي، وهو الشرط المتوفر على اعتبار أننا ننتمي لأسر ذات دخل محدود، وأن التعويضات التي لم ترى النور لحد الآن، شأنها كشأن المنح، فلو تم صرفها حقا في موعدها فأنها ماتزال غير كافية لتغطية مصاريف الطلبة الأساسية كتكاليف التنقل والكراء وشراء الكتب لاجتياز الامتحانات السريرية كل ثلاثة أشهر.