وكالات
يخشى قادر عبد الله على مصير ابنه محمد الذي اتصل به للمرة الأخيرة عشية الاعلان عن حادث الغرق الذي أودى ب27 شخصا على الأقل، ليبلغه أنه سيعبر قناة المانش.
آخر مكالمة
قال قادر عبد الله، الذي بقي في منزله الواقع في قرية قادراوا الصغيرة الواقعة في كردستان شمال العراق “في آخر اتصال معي ليلة الحادثة قال لي إننا سنعبر إلى بريطانيا في رسالة عبر (تطبيق التراسل) مسنجر”. واضاف الأب البالغ 49 عاما انه حذر ولده من مخاطر الطريق الذي ينطوي على “مجازفة” ولكن محمد “طمأنني الى أنه حدثت عمليات عبور كثيرة من الممر ولا يواجه اي مشاكل”. كان ذلك يوم 23 نونبر. منذ ذلك التاريخ، لم تسمع عائلات في قرية قادراوا أي نبأ عن مصير أبنائها المفقودين. هل كانوا على متن هذا القارب؟ هل وصلوا إلى بريطانيا؟ اسئلة بقتت بدون إجابة، اذ لم يكشف التحقيق بعد عن هوية الضحايا أو جنسياتهم أو أسباب الغرق.
المستقبل مجهول
قبل شهر، سافر محمد (20 عاما) إلى تركيا من مطار أربيل. وعبر من هناك بالاتفاق مع مهربين إلى إيطاليا ثم إلى فرنسا. كان يريد الانضمام إلى شقيقيه المقيمين في بريطانيا منذ عامين. وأقر الأب بأن العائلة “وافقت على سفره إلى أوروبا”. واوضح الأب “كل الشباب يسافرون إلى أوروبا لان المعيشة صعبة جدا ولا يرون مستقبلا افضل” في كردستان. وأضاف ” في الاونة الاخيرة، تظاهر كثير من شباب الاقليم بسبب سوء الوضع الاقتصادي المتدهور” بحيث يصعب على الشباب “الحصول على عمل والعيش الكريم “.
الحادث الأسوأ
ويعد حادث الغرق الأربعاء، الأسوأ في بحر المانش الذي يعبره مهاجرون يوميا مستخدمين زوارق هشة في محاولة للوصول إلى السواحل الإنكليزية. يحاول المهاجرون الوصول إلى الساحل الإنكليزي يوميا تقريبا على متن قوارب متداعية، وارتفع عدد عمليات العبور منذ عام 2018 نتيجة تشديد الرقابة على ميناء كاليه والنفق الرابط بين ضفتي القناة. بدوره، فقد ابو زانيار الاتصال مع ابنه البالغ 20 عاما ، وقال “ليلة 23نوفمبر، اتصلت بابني وحتى الان لم تظهر اي معلومات عن مصيره”. وعلى غرار محمد، استقل زانيار الطائرة إلى تركيا، واتجه منها بشكل غير قانوني إلى إيطاليا ثم فرنسا. واضاف “اتفقنا مع مهرب على تهريبه الى بريطانيا لقاء 3300 دولار” ويحاول منذ ذلك الوقت التواصل مع المهرب، بدون جدوى. وقال ” لم نتفق على ذلك، لقد تعهد لنا إيصال زانيار الى بر الامان في بريطانيا” لكنه أكد “اذا نجا ابني هذه المرة سارسله إلى اوروبا من جديد لان لا معنى للحياة في الاقليم، ليس بمقدور الشباب الحصول على عمل بعد تخرجهم”.
قوارب خطرة
قبل عامين، حاول زانيار بالفعل الوصول إلى أوروبا عبر بلغاريا، حيث تم اعتقاله ثم ترحيله إلى بلاده. وروى أحد المسعفين أن المأساة حصلت على “قارب طويل” قابل للنفخ يميل قاعه المرن إلى الطي عندما يمتلئ بالمياه وكان محملا فوق قدرته الاستيعابية القصوى. وتم انقاذ اثنين، عراقي وصومالي. وأصبح استخدام هذه القوارب الخطرة وذات النوعية الرديئة أكثر شيوعا منذ الصيف. والسؤال: هل الناجي العراقي هو محمد خالد؟ تعتقد والدته شلير احمد ذلك بعد تلقيها مكالمة هاتفية من ابنها. سافر الشاب البالغ 22 عاما إلى بيلاروس قبل شهرين، ثم ذهب إلى فرنسا بمساعدة مهربين. وقالت “ولدي محمد في وضع صحي سيء بسبب بقائه في مياه البحر، لقد أتصل بي واخبرني بانه نجا مع احد المهاجرين الافارقة” فيما قضى 32 شخصا كانوا على متن القارب.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...