توالت عمليات الاعتداء على المواطنين بالشارع العام من طرف المختلين عقليا والمرضى النفسيين، حيث سجلت الأشهر الأخيرة عشرات الاعتداءات، تحت مرأى الجهات المسؤولة التي تتكاسل للتدخل لوضع حد لهذه الكارثة التي تهدد سلامة المواطنين.
و سجل هذا الأسبوع حوالي 10 عمليات اعتداء على المواطنين من طرف مختلين عقليا، ولعل أبرزها مقتل مواطنة فرنسية بتزنيت، ومحاولة قتل سائحة اخرى بأكادير على يد نفس الشخص، الذي أسفرت الأبحاث على أنه يعاني من اضطرابات عقلية، كما شهدت مدينة آسفي اول امس اعتداءات متتالية على مواطنين بالشارع العام من طرف مضطرب عقلي.
وحكت الشابة هبة من مدينة الدار البيضاء، لموقع الأنباء تيفي، واقعة اعتداء تعرضت لها من طرف مختل عقلي “كنت متجهة لمقر عملي بمكتب محاماة، وكنت شاردة واضع سماعات باذني، لم انتبه لقدومه حتى احسست بشخص يحاول امساكي، عندما التفتت صدمت من وجود شخص متشرد يحمل حجرا كبيرا بيديه ويحاول ضربي به، لكن الاقدار شاءت ان يتدخل شاب من المارة لمساعدتي وإبعاد الخطر، لكن تلك الحادثة جعلتني اتجنب المرور من جانب أي شخص مشبوه”.
ووجهت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار، السيدة فاطمة التامني يوم السبت 15 يناير، سؤالا كتابيا لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد ايت الطالب، تسائله “حول الإجراءات والتدابير التي ستتخذها وزارته لحماية المرضى العقليين الذين يعانون من اضطرابات نفسية والنهوض بالصحة العقلية.”
وشددت النائبة على أن دور وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يبرز في القيام بواجباتها في هذا المجال، بتوفير الشروط الضرورية واللازمة لمعالجة المصابين بالأمراض العقلية، والتكفل بهم إلى أن يتحقق لهم الشفاء التام، حتى لا يشكلوا خطرا على المواطنين وعلى أنفسهم، سواء في الشارع العام أو داخل البيوت.”
وأشارت نائبة فيدرالية اليسار، إلى أن “الأرقام تكشف هول الخصاص الذي يعرفه القطاع الصحي في هذا المجال، سواء في عدد الأطباء والممرضين المختصين في الأمراض العقلية، أو في عدد المستشفيات أو الأجنحة المخصصة للمصابين بالأمراض العقلية، أو في عدد الأسّرة المعدة لاستقبالهم ومعالجتهم.
وكانت المحكمة الادارية بالدار البيضاء، في وقت سابق، قد أصدرت حكما قضائيا يقر بمسؤولية الدولة المغربية في الاعتداءات الجسدية التي يتعرض لها المواطنون بالشارع العام من طرف المختلين العقليين والمرضى النفسيين، والتي قد تؤدي الى اصابة المواطنين بعاهات مستديمة أو موتهم.
وقال حمزة الناصري ، باحث سوسيولوجي: “ان هشاشة التنمية وهشاشة المجتمع واتساع البون بين فئة من المغاربة تعيش في يسر وفئة أخرى تعيش في ظروف مزرية، كلها أسباب تخلق تربة خصبة للأمراض العقلية والاختلالات النفسية”، معتبرًا أن “المرض العقلي يزدهر في الفقر، لدرجة أن هناك من يصل به الأمر إلى الانتحار أو إحراق الذات أو الاعتداء على الآخرين وقتلهم”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...