اعتبر المحلل السياسي سيمر بنيس، أن إسبانيا تقرر الاعتراف بأن مشروع الحكم الذاتي المغربي يشكل أساس التوصل لحل سياسي لنزاع الصحراء المغربية، وبالتالي، تتحمل مسؤوليتها التاريخية في هذا الملف وتصحح الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي.
وقال في تحليل إن المغرب يجني ثمار العمل الدبلوماسي الذي قام به خلال السنوات الماضية وصبره وإيمانه بقضيته العادلة التي تحظى بدعم كل مقومات الشعب المغربي، الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ الوحدة الترابية للمغرب.
ومن جهة أخرى، يضيف، فإن الجزائر تدفع ثمن حقدها وجحودها تجاه المغرب ورعونتها. حينما قررت وقف العمل بأنبوب الغاز الرابط بينها وإسبانيا عبر المغرب، ظنت واهية أن هذا القرار سيضعف المغرب وسيدفع بإسبانيا إلى الاصطفاف إلى جانبها.
إلا أن العكس هو الذي حصل، بعد وقف العمل بذلك الأنبوب وبعد أزمة الطاقة التي مرت منها إسبانيا جراء هذا القرار، اكتشف الاسبان بأن الجزائر ليست دولة ذات مصداقية ولا يمكن أن يعول عليها وأنها تحت قيادة شرذمة من العساكر ليس لهم مبادئ ولا يحترمون التزامات بلدهم.
الآن يقول بنيس، لم يعد الغاز الجزائري يشكل سوى 23 في المائة من الواردات الاسبانية من الغاز بعدما كان في السابق يشكل أكثر من 45 في المائة. وليس هناك شك في أن إسبانيا ستعتمد في المستقبل على الغاز المسال القادم من قطر وأمريكا.
وأضاف “ينبغي قراءة القرار الاسباني من هذه الزاوية. إن من بين الأسباب الرئيسية التي كانت تدفع إسبانيا إلى عدم دعم الموقف المغربي بشكل علني وفي بعض الأحيان التواطؤ مع الجزائر، هو اعتمادها بشكل كبير على الغاز الجزائري وتخوفها من ردة فعل انتقامية من الجزائر”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...