تحتفل بعض المناطق وعلى مدار أسبوع تقريبا، كل من سوس ماسة درعة، ومنطقة الصحراء، والأطلس، والريف، وضواحي مراكش، بشخصية “بوجلود” وغالبا ما يختتم الكرنفال بالدعاء للأهالي بدوام الأمن والأمان، والتلاحم، مع حضور فرق الفنون الشعبية كل حسب منطقته، منها أحواش، أحيدوس، و فرق أخرى تجيد الأناشيد التي تقال بهذه االمناسبة.
وتواترت العادة على أن شخصية “بوجلود”، هو ذاك الشخص الذي يرتدي جلود أضحية العيد، من أبقار وأكباش وماعز، بحيث يلف الشخص المتقمص لشخصية”بوجلود” سبعة جلود حول جسده، ويقوم بطلاء وجهه إما بالصباغة أو بالفحم الأسود المدقوق الممزوج بالزيت ليعطي لمعانا للوجه، يخفي تماما ملامحه الحقيقية، مع إظهار ملامح شخصية “بوجلود” الذي يحمل في يده رِجْل خروف، ليطارد بها المارة و أهل القرية والساكنة التي يمر من جنبها، حيث يقوم بتخويف كل من يمر بجنابه، وأحيانا ضربه ضربا مبرحا، ولن يفلت منه الشخص الذي أمسك به إلا بتقديم هدية مالية أو عينية مثل القمح أو الشعير أو الفواكه الجافة.
هذا الشئ الذي كان متعارفا عليه بالقرى، وبعد انتهاء المدة والتي قد تمتد أحيانا إلى أسبوع بعد عيد الأضحى، يبيع الشخص الذي تقمص شخصية بوجلود ما حاز عليه من العطايا. وذلك كله لجمع المال التي تعطى للتكافل مع هذه الشخصية التي أبهجتهم لمدة من الزمن ومنحتهم الفرجة في غياب المسرح أو التلفزيون آنذاك، لتخصص تلك الأموال فيما بعد لمساعدة المحتاجين من أهل المنطقة.
وهذا ما أكده الباحثين في الثرات الشعبي، والذين أتفقوا على أن شخصية بوجلود من الشخصيات المسرحية قبل ظهور المسرح الحالي، ولم تغب هذه العادة بل وجدت لها صدى لدى جمعيات المجتمع المدني، بحيث صار لها مهرجان يعرف بإسم بوجلود لتقنين هذه العادة والحفاظ عليها من الضياع، وابعاد المتطفلين الذين يمارسونها، بغية أفعال لا تمت لها بصلة.
يقول أحد ساكنة جماعة وزكيتة بإقليم الحوز ضواحي مدينة مراكش، أن “هذه العادة توارثناها أبا عن جد ونقوم بها للمحافظة عليها من الإندثار، وكل سنة أقوم بتجهيز جلد الماعز و تغليفه على جسدي مع طلاء وجهي بالصباغة، وطبعا لا أضرب الناس بل أقوم بتخويفهم، وذلك لإدخال الفرحة على قلوبهم بمشاهدة هذا المنظر، وطبعا اليوم لا ننتظر العطايا بقدر ما نهتم بالفرجة والحفاظ على هذه العادات من المتطفلين والمستغلين لها”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...