اطلع فريق المهمة الاستطلاعية التي أحدثها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على 11 شريط فيديو التقطتها السلطات وأعوان السلطة وبعض المواطنين، لعمية تجاوز سياج مليلية المحتلة، في 24 من الشهر الماضي.
ولفت التقرير الذي عرضه المجلس اليوم الأربعاء، إلى أن المهاجرين انقسموا إلى مجموعتين، المجموعة الأولى : توثق مواجهة المهاجرين للقوات العمومية خلال العمليتين التمشيطيتين التي قامت بها السلطات في جبلي بوقويا وإزنودين يومي 18 و23 يونيو 2022 وتظهر اشتباكا بين قوات الأمن والمهاجرين في مناطق غابوية تستعمل فيه القوات العمومية العصي والغاز المسيل للدموع، ومواجهة من طرف المهاجرين الحاملين لعصي والحجارة والمنظمين بشكل جيد، مستغلين وعورة التضاريس وتفوقهم العددي وعلو مواقعهم، لاستدراج قوات الأمن العمومية ومحاصرة عناصرها.
ويظهر كذلك في التسجيلات استيلاء المهاجرين على بعض معدات رجال الأمن كالخوذات والدروع الواقية. فيما يبين فيديو آخر مجموعة من المهاجرين وهي تحتجز عنصرا من القوات العمومية قبل أن تدخل في مفاوضات مع السلطات حول إطلاق سراحه، ويقود المفاوضات من جانب المهاجرين بعض العناصر الملثمة والذين، حسب السلطات، يعتبرون قادة المجموعة ويعملون على إخفاء وجوههم. ويوثق تسجيل آخر لعدد من عناصر القوات العمومية المصابين خلال المواجهات، بالإضافة إلى المعدات (الخودات والذروع) التي تم استرجاعها من المهاجرين.
أما المجموعة الثانية فقد هاجمت السياج الحديدي يوم 24 يونيو 2022، وتظهر حشدا كبيرا من المهاجرين ينزل من الجبال المجاورة حاملين للعصي ولحقائب على ظهورهم محملة بالحجارة، ويستمر الحشد في التوجه نحو السياج الحديدي فيما تبتعد قوات حفظ النظام نظرا للعدد الكبير للمهاجرين الذين يرشقون القوات العمومية بالحجارة، وترد القوات العمومية بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، ثم تهاجم مجموعة من المهاجرين بوابة حديدية للمعبر بينما تنتقل مجموعة أخرى لتسلق الأسوار المحيطة بباحته. ونظرا للعدد الكبير من المهاجرين الذين يتسلقون السياج الذي يعلو الأسوار ينهار جزء منه بالمهاجرين الذين كانوا عالقين به.
وتظهر مقاطع فيديو أخرى تجمع المهاجرين داخل باحة المعبر مع تسلق بعضهم للسور الحديدي المحيط بمدينة مليلية، في حين بقيت عناصر القوات العمومية خارج المعبر. ويظهر في مقطع أخر تجمع للمهاجرين داخل المنطقة الفاصلة بالمعبر والتي تضم الأبواب الحديدية الدوارةTourniquets (ظلت مغلقة لمدة تزيد عن ثلاث سنوات. (
وبحكم ضيق الفضاء، وإصرار الحشد الكبير من المهاجرين على التسلل الى مليلية، وقع تدافع شديد أدى إلى إصابة عدد كبير منهم بإصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي الحسني لتلقي العلاج قبل أن يعلن عن وفاة 23 من المقتحمين. كما أسفرت الأحداث عن إصابة 140 عنصرا من القوات العمومية و77 من المهاجرين بإصابات متفاوتة الخطورة، ونقلت 5 حالات، كانت إصابتها خطيرة تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا، إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة.
تدخل القوات العمومية
تأكدت اللجنة من المعطيات التي توصلت إليها أن القوات العمومية كانت تحمل العصي والغاز المسيل للدموع، ولم تكن تحمل أسلحة نارية ولم يعرف التدخل أي إطلاق للنار من جانب القوات العمومية المغربية. كما تبين لها أن عناصر القوة العمومية كانت في حالة رد لخطر حال نظرا للعدد الكبير للمهاجمين المسلحين بالعصي والحجارة حيث تم إحصاء حوالي 600 عصى من مخلفات عملية الاقتحام.
واتسمت مواجهة المهاجرين لقوات حفظ النظام بعنف شديد.بالإضافة إلى طبيعة الهجوم غير المعتاد من حيث الزمان والمكان، ذلك أن عمليات الاقتحام عادة ما كانت تحدث في الليل وفي نقاط أخرى من السياج الحديدي.
وبخصوص بعض الفيديوهات المتداولة والتي تبين استعمال العنف في حق مهاجرين مستلقين على الأرض، وبعد استفسار السلطات المحلية حولها أكدت أن الأمر يتعلق بحالات معزولة وفردية، إلا أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يعتبر أنها سلوكات لا يمكن تبريرها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...