وجه جلالة الملك في خطابه الذي ألقاه اليوم السبت بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، تحية إشادة وتقدير، لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك بالنظر إلى الجهود التي يبذلونها للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع، التي يتواجدون بها.
وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك، على أن المغرب يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم. مشيرا إلى أن مغاربة العالم يشكلون حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم.
وفي هذا السياق، أشار جلالته إلى أن قوة الروابط الانسانية، والاعتزاز بالانتماء للمغرب، لايقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين؛ وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع.
وأمام الجهود التي تبذلها الجالية، قال جلالته على أنه يتساءل باستمرار، عما تم توفيره للجالية لتوطيد هذا الارتباط بالوطن؟ متسائلا أيضا حول الإطار التشريعي، والسياسات العمومية، هل ما إذا كانت تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم ؟ وعما إذا كانت المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفهم ؟ وهل تم توفير التأطير الديني والتربوي اللازم لهم؟ وعما إذا خصصت لهم المواكبة اللازمة، والظروف المناسبة، لنجاح مشاريعهم الاستثمارية؟.
وأمام هاته الأسئلة، أكد جلالته على أن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة، لضمان حسن استقبال مغاربة العالم. إلا أن ذلك لا يكفي. حسب الخطاب الذي اضاف فيه جلالته، على أن العديد من أفراد الجالية، لا زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته، حسب الخطاب.
ومن جهة ثانية، أكد جلالته، على أن المغرب يحتاج اليوم، لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة. مشيرا في هذا الباب إلى أن الجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية، في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. حيث قال على أن ذلك يعد مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا.
وبالتالي، يؤكد جلالته، على أنه قد حان الوقت لتمكين الجالية المغربية من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، حتى تعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها. مشددا في هذا الباب على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود. داعيا إلى إحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها.
وفي هذا الشق، قال جلالة الملك على أن المؤسسات العمومية، وقطاع المال والأعمال الوطني، مطالبون بالانفتاح على المستثمرين من أبناء الجالية؛ وذلك باعتماد آليات فعالة من الاحتضان والمواكبة والشراكة، بما يعود بالنفع على الجميع. مشددا على ضرورة تحديث وتأهيل الإطار المؤسسي، الخاص بهذه الفئة، وكذا إعادة النظر في نموذج الحكامة، الخاص بالمؤسسات الموجودة، قصد الرفع من نجاعتها وتكاملها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...