تحل اليوم، الذكرى العاشرة لرحيل مهدي المنجرة رحمه الله…من سنة وفاته في العام 2014، اعتدت أن أكتب عن رحيله، من وحي ذكراه وترحما على روحه…أريد أن أقر هنا أنني لم أعرف الرجل من خلال مواقفه ولا عبر كتاباته…لا…لقد تعرفت عليه وخبرته عن قرب، من بعض مهده إلى حدود مرضه ولحده…وقد كنت ضمن آخر من أزاح الكفن عن وجهه لتوديعه، قبل أن يوارى الثرى للقاء ربه…لم تربطني بالراحل علاقة قرابة ولا نسب…فهو من بيئة مدينية عريقة الأصول، وأنا ابن بيئة بدوية تعرف معنى أن يكون المرء أصيلا…التقينا في تقاطع طرق، فتنازلنا عن كبريائنا وأكملنا المسير معا لأكثر من عشرين سنة، كنت فيها الرابح الأكبر …عندما رحل، أحسست بفراغ هائل من حولي، ولكأن الحائط الذي كان يسندني انهار…من سنة رحيله، لم يعد أحد يثيرني أو يغريني كي أهديه النسخة الأولى من إصداراتي…كنت أشعر بأنه الوحيد الذي كان يتقاسم معي فرحة كل إصدار جديد لي…يجب أن أعترف هنا أن رحيله أخذ مني جزءا، وأخذ رحيل الوالدين جزءا آخر، فلم يفضل من بين أضلعي بالمحصلة، إلا الفتات…ومع ذلك، وأيا يكن رأيي في أثر ما ترك، فتربة مهدي المنجرة لم تجف، ولن تجف أبدا…لأن كل ما يجول من حولنا استشرفه وتوقع حتمية قدومه…كنت أتجرأ على مجادلته أحيانا في بعض ما كان يعتبره البعض اندفاعا منه…تبين لي بعد ذلك، أنه كان من ضعف في بصري، أمام رجل كان يمتلك العديد من عناصر البصيرة…رحمه الله تعالى وأحسن إليه…
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...