اشتكى بعض متطرفي السلفية من استدعائهم واستنطاقهم من طرف الأجهزة الأمنية، قسم الجرائم الإلكترونية، وهو ما يعني أنهم لم يفهموا الرسالة، ورغم أن توضيح الواضحات من المفضحات، فإننا سنشرح لهم مفترضين أنهم لم يفهموا بعد:
هناك فرق بين التعبير عن الرأي النقدي في النقاش العمومي، وبين السبّ والقذف والتهديد والتحريض على الكراهية أو العنف، والسلفيون عموما بسبب تكوينهم المنحرف، لا يميزون بين الإثنين، ولهذا علينا أن نخبرهم بأن الدولة في طور التحضير لمراجعة القانون الجنائي بعد مدونة الأسرة، وستقوم بتجريم التجاوزات التي تحدث في وسائل التواصل الحديثة، التي صنعها الغربيون من أجل البحث والتعبير والتواصل والتبادل، بينما يستعملها المتطرفون لأهداف تخريبية.
الجرائم الإلكترونية لا تناقش الأفكار بقدر ما ترمي إلى الاعتداء على الأشخاص والنهش في أعراضهم والمسّ بكرامتهم، ولهذا سيصبح أصحابها عرضة للمساءلة، ونحن لا نريد لأحد أن يُعتقل أو يُعاقب أو يُحاكم بالغرامات، لكننا نريد للجميع أن يحترموا غيرهم مع وجود الاختلاف وتعدّد الآراء، لأن هذا من دينامية المجتمع وحيويته.
أما نقد الفكر الديني فلن يتوقف أبدا بسبب الأخطاء التي يرتكبها رجال الدين والدعاة والخطباء، ولديهم مئات الطرق للرد والمناقشة والحجاج للبرهنة على خطأ غيرهم وصحة مواقفهم إن كانت صحيحة بالفعل، فإذا عجزوا وانهزموا فكريا فلن يكون العنف والسبّ والقذف والتحريض هو البديل عن الحوار والتبادل.
أحد هؤلاء المتطرفين اعتبر نفسه من “العلماء الربانيين” واستنكر أن يُستدعى للاستنطاق، ولا يوجد من يصف نفسه بهذا الوصف إلا من يدّعيه، وفي هذه الحالة نقول:
لا يوجد بالمغرب “علماء ربانيون” تستدعيهم الأجهزة الأمنية للتحقيق معهم بسبب جرائم إلكترونية، فالعلماء الربانيون لا يؤذون الناس بألسنتهم، ولا يملأ الحقد قلوبهم، والجهل عقولهم، لأنهم يعلمون أن “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”.
أما رشيد أيلال فهو أكثر دفاعا عن الإسلام من دعاة الإرهاب لأنه يبرئه من الأخبار الملفقة المعادية للإنسان والمسيئة لشخص الرسول. ويكفيه فخرا أنه لا أحد منهم ردّ على أفكاره وانتقاداته بالحجة المقنعة، أو أثبت خطأ ما قاله عن كتب الحديث، أو ألف كتابا في الرد على كتابه.
ومن تم فعلى السلفيين والإخوان كافة، أن يعلموا بأن مشكلتهم ليست مع رشيد أيلال، ولا مع كاتب هذه السطور، بل هي مع الزمن والتاريخ الذي لا يرحم أهواءهم. وسوف يرون من التحولات القادمة الكثير مما سيصدمهم لعلهم يتفكرون ويعتبرون ثم ينتهون. وبه الإعلام والسلام.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...