انطلقت صباح اليوم الجمعة 2 ماي الجاري، بمدينة مراكش أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين – الديمقراطيين.
ويشهد المنتدى مشاركة دولية واسعة، حيث يجمع برلمانيين شباباً من أكثر من 30 دولة عبر العالم، إلى جانب حضور رؤساء برلمانات، ومسؤولين سياسيين، وشخصيات مؤثرة في المشهد السياسي الدولي.
وبهذه المناسبة، قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن مهام القوى التقدمية بدول الجنوب “تظل أشد تعقيدا أمام تصاعد الموجة المحافظة ومقاومة التغيير”، مشيرا إلى أن “القوى التقدمية تواجه واحدة من أصعب اللحظات في القرن الحادي والعشرين، حيث تتعاظم الحروب المدمرة التي لا تخلّف إلا الدمار؛ بل تصل في بعض الأحيان إلى حدود الإبادة الجماعية، وسط دعايات مغرضة من أطراف النزاع وصمت مريب ولا مبالاة متواطئة من صناع القرار الدوليين مهما اختلفت مرجعياتهم”.
وأشار لشكر، أن “الإنسانية تعيش حالة من اللايقين السياسي والاقتصادي، موازاة مع تصاعد التهديدات التي تطال أسس التعايش والسلم الدوليين”.
وإلى جانب ذلك، أدان لشكر “تصاعد أعمال العنف والتمييز والكراهية التي تستهدف الأقليات ذات المرجعية الإسلامية بعدد من البلدان؛ وذلك من خلال اعتداءات جسدية ولفظية وسياسات تمييزية وخطابات تغذي العنصرية وتقوض التعددية، حيث تتعارض هذه الممارسات بشكل صارخ مع المبادئ الكونية للعدالة والمساواة وتتطلب منا كتقدّميين رفع الصوت دفاعا عن كرامة كل إنسان والحق في المواطنة الكاملة”.
واعتبر لشكر أن “النموذج الديمقراطي المبني على دولة الحق والقانون وعلى مبادئ الحرية والمساواة والتضامن أصبح محط تشكيك خطير أمام صعود رؤى استبدادية تزداد جاذبيتها وسط أزمات الثقة واللايقين”.
وفيما يتعلق بأزمة المناخ، قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أنه لم يعد كافيا رفع شعارات التغيير، “إذ لا بد من فعل جماعي منظم وجريء لبناء نموذج اقتصادي جديد قائم على العدالة الاجتماعية والعدالة بين الأجيال وعلى سياسات إعادة التوزيع والعدالة الضريبية وتعزيز السيادة الاقتصادية”. مشيرا إلى إن “الإصلاح الحقيقي يكمن في الاعتراف بالمظالم التاريخية التي تعرضت لها دول الجنوب نتيجة الاستعمار واستغلال الموارد والديون المجحفة ونقل الصناعات الملوثة وفرض نماذج اقتصادية مدمّرة”.
ويُنظم هذا المنتدى الهام من قبل الفريق الاشتراكي في البرلمان المغربي، بالتعاون مع منظمة الشبيبة الاتحادية، ومنتدى Mena-Latina.
ويهدف إلى إتاحة منصة دولية لمناقشة مجموعة من المواضيع الرئيسية التي تكتسي أهمية بالغة على الساحة العالمية.
وتتضمن أبرز هذه المواضيع: السلم العالمي، والدبلوماسية البرلمانية جنوب -جنوب التي تعزز التعاون بين دول الجنوب، والأزمات الإنسانية المتزايدة، وقضايا المناخ وتحدياته، وحقوق الإنسان بمختلف أبعادها.
ويسعى المنتدى من خلال هذه الدورة إلى تحقيق عدة أهداف محورية، فهو يتوخى بشكل أساسي تشجيع البرلمانيين الشباب على التشاور المعمق والتحليل المستفيض لهذه القضايا المعقدة، والعمل على اقتراح حلول مبتكرة وفعالة للتصدي لها. كما يهدف إلى إبراز قدرات البرلمانيين الشباب على استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات للتعبئة والتحسيس حول قضايا مهمة تمس العدالة الاجتماعية، والبيئة، والمساواة بين الجنسين.
ويطمح المنتدى أيضاً إلى تمكين البرلمانيين الشباب، خصوصاً الذين يخوضون ولايتهم البرلمانية الأولى، من الانفتاح على آفاق دولية جديدة، واستلهام التجارب والخبرات من نظرائهم من مختلف مناطق العالم، وتبادل الأفكار والتجارب الناجحة.
كما يشكل المنتدى فرصة ثمينة للتعاون بين البرلمانيين الشباب من مختلف الدول بشأن القضايا والمواضيع التي تشكل انشغالات مشتركة للتيارات الاشتراكية والديمقراطية عبر العالم.
ويسعى هذا الحدث الدولي ليكون بمثابة مساحة للتجديد الفكري والسياسي، وحاضنة للأفكار والمقترحات الجديدة التي يمكن تطويرها.
ويُطمح إلى أن يتم تقاسم هذه الأفكار مع الفرق البرلمانية والأحزاب السياسية في مختلف الدول، مما سيساهم في اقتراح تدابير وإجراءات مشتركة لمواجهة التحديات العالمية.
يتضمن برنامج المنتدى على مدى أيامه مناقشات وجلسات تتناول بالخصوص مجموعة من العناوين الهامة، من بينها: “السلام والأمن العالمي: التحديات الجيوسياسية الراهنة”، و”الهجرة والجريمة المنظمة وتأثيراتها”، و”التغير المناخي وأزمة المياه العالمية”، و”القيم وحقوق الإنسان: الحريات الفردية والجماعية”، و”أثر الأزمات السياسية على الصحة الدولية: الأزمات الإنسانية والأوبئة”، وأخيراً “دور الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري جنوب -جنوب”.
ويُعد انطلاق الدورة الثالثة لهذا المنتدى بمراكش تأكيداً على دور المدينة كمركز للملتقيات الدولية، ومنصة للنقاش وتبادل الخبرات بين القيادات الشابة، ومحطة مهمة لتطوير الرؤى والحلول للقضايا العالمية من منظور اشتراكي وديمقراطي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...