قال بويرك ولد سالم، منسق جهة كلميم واد نون للدفاع عن الحق في الأراضي، إن “أكبر ما يُخشى على الوطن هو الفَساد الذي ينخره، وبالضبط ذلك الفساد الذي يُمارس ضد الجهات الثّلاث بالصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن هناك “تحالف بين مستثمرين ولوبيات لاستنزاف الثروات بهذه المناطق”.
وأضاف ولد سالم، في لقاء تواصلي لتنسيقية الوديان الثلاث من أجل الحق في الأراضي، التي احتضنته الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، اليوم الجمعة 28 أكتوبر 2022 بالرباط، أن “مثل هؤلاء هم الذين يُضعفون موقف الدولة من خلال انتزاع أراضي السكان الأصليين بالمناطق الصحراوية بوعود استثمارية كاذبة لا تستفيد منها المنطقة ولا أبناء المنطقة”، مردفا بالقول:”الحاصل أن هؤلاء نهبوا أملاكنا، إذ تم استغلال ما يقدر بمليون ونصف هكتار من الأراضي دون أي استثمار يُذكر”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه الأراضي التي تم انتزاعها منهم “لا تدخل لا في أراضي الجموع ولا الجيش ولا الأوقاف”، ملفتا أنها “أراضي القبائل تم توارثها أبا عن جد قبل أن يسرقوها منا تحت ذريعة ما يسمى بالتحديد الإداري والأملاك المخزنية وغيرها من المرجعيات وظهائر الفترة الاستعمارية”.
وتابع ولد سالم بالقول:”إن هذه الممارسات هي التي تضعف الجبهة الداخلية بخصوص الدفاع عن قضايانا الوطنية، فنحن وطنيون دافعنا عن بلادنا ضد الاستعمار بدمائنا، لكن ما حصل من نهب الأراضي من طرف ومستثمرين ومجموعة من الإقطاعيين يجعلنا نحس بالظلم والتعدي على ممتلكاتنا وحقوقنا”.
وأشار المتحدث ذاته، أن الجهات الثلاث في الصحراء “تشكل 58 في المائة من أراضي المغرب، وتعادل مساحة ألمانيا، كما أنها غنية بالثروات البحرية والمعدنية”، غير أنه، حسب ولد سالم “يتم نهبها من طرف مستثمرين أخذوا 11 ألف هكتار من الأراضي بدون أن يستفيد منها أبناء المنطقة”.
وأوضح ولد سالم أن “الاستثمار القطري الذي نهب الأراضي لم يتحول للأسف الى مشاريع استثمارية كما وعدونا، بل خصصوها لبناء القصور والإقامات واستغلوها بدون وجه حق”، مشيرا أيضا إلى أن هناك “إقطاعيين قاموا بدورهم بغرس مغروسات تستنزف الفرشة المائية كالأفوكا”.
إلى ذلك، عبر محمد فاضلي، منسق الجهات الجنوبية الثلاث من أجل الحق في الأراضي، عن امتنانه لكل التنسيقيات المجالية الثلاث بالصحراء على “اختيارها هذه الاشكال الحضارية للتعبير عن مواقفها”، مشيرا إلى أن أراضيهم “تتعرض للنهب من طرف لوبيات العقار، فهناك جهات تلعب بالوطن، إذ لم نؤسس هذا التنسيق إلا بعد أن استشعرنا الخطر الذي يهددنا في ممتلكاتنا واراضينا”.
ووصف المتحدث ذاته الوضع بـ “الخطير جدا”، حيث تم “نهب الأراضي التي قدم أجدادنا تضحيات جسيمة من أجلها فكان جزاؤنا هذا الظلم والتعدي من طرف جهات لا تريد الخير للوطن”، مشددا على أن هذه الجهات “استولت على أراضينا بدون أن يستفيد منها السكان الاصليون؛ فهذا عهد جديد ومغرب جديد والمفروض أن يكون فيه توزيع عادل للثروات”.