توصل محمد بوطعام، الصّحافي ومدير نشر الموقع الاخباري لـ “تيزبريس” الذي يُعتبر الموقع الأول بإقليم تيزنيت، بمكالمة هاتفية يهدده فيها المُتصل المَجهول بالقتل.
وبيّن التّسجيل الذي حصلت “الأنباء تيفي” عليه، أن سبب هذا التهديد هو كتابات الصّحافي المعروف بتتبعه لملفات حارقة بالمنطقة من قبيل ترامي “مافيا العقار” على أراضي الساكنة وفضح شبكاتها الممتدة في الإدارة، إضافة الى تتبع ملف “عصابات التهريب” التي تسببت في مقتل شاب بالمنطقة في 2016.
وفي هذا الصدد، أكد بوطعم، في تصريح لـ “الأنباء تيفي”، أنه توصل بمكالمة من رقم معروف بعد محاولات الاتصال به من خلال رقم مجهول، حيث “لم أرد عليه، ولكن بعد أن اتصل الشخص المجهول برقم معروف -ممكن وقع ذلك خطأ- أجبته ليقول لي بالحرف: أنا دابا خرجت من الحبس وسأقتلك”.
وحول سؤال، إن كان الأمر له علاقة بكتاباته وتتبعه لملفات شائكة بالمنطقة، قال:”نعم فإن استمعت للتسجيل ستجده يقول سأقتلك بسبب ما تكتبه، وبالتالي فالشخص وممكن الذين من ورائه يزعجهم ما أكتبه والموقع الذي اديره “تيزبريس”؛ حيث اشتغلنا في الكشف عن مجموعة من القضايا الشائكة المُرتبطة بالتهريب ومافيا العقار”.
وأوضح مدير نشر الموقع الاخباري “تيزبريس” أن هؤلاء فشلوا في “الإيقاع بي من خلال فبركة العشرات من الدعاوي القضائية آخرها دعوى توصلت بها في الملف المعروف اعلاميا بـ “مول الحانوت””، مبينا أنه قام بـ “فضحه بسبب تراميه على الملك العمومي، وهو الشخص الذي توجد وراءه السّلطة بهدف وغاية الإيقاع بي”.
وتابع ان هذا الملف قام صاحبه برفع دعوى ضدي من خلال “تزوير الشّهادة الطبية، التي أكد الطبيب أنه قدمها له للراحة، وليس لأنه تعرض للتهجم وتعرضه للضرب المُفضي للعجز حسب ما اتهمني به الشخص المعني”، مشيرا كذلك الى ملف آخر يرجع لسنة 2013 حين هدده رئيس جماعة بدوره بـ “القتل والتصفية الجسدية، وقذفني بوابل من السّب والشّتم”.
إلى ذلك، تحدّث بوطعم عن الملف الكبير الذي كشف خيوطه، والذي أزعج الكثير من الجهات، فكان له صدى وطنيا مرتبط بقضية “مافيا العقار” المعروف إعلاميا بقضية “إيبا ايجو” حين وثق لصرختها أمام المحكمة الابتدائية بتزنيت سنة 2014، وتتبع ملف العشرات من المتضررين الذين سلبت أراضيهم من طرف مافيا منظمة ظلما وعدوانا.
ورجع المتحدث ذاته، إلى سنة 2010 حين أثار قضية هزت الرأي العام المحلي وتتعلق بـ “خروقات شابت الدقيق المدعم والتي تواطأ فيها العامل السابق ومن يدور في فلكه من رجال السلطة، مما جعله يرفع ضدي دعوى قضائية أخرى، قبل أن تنصفنا محكمة الاستئناف”.
وبين بوطعام أن ما يتعرض له، “يزعج كل هذه الجهات وأن هذا التهديد ليس الأول من نوعه، بل صار هذا الامر عندي عاديا”، مؤكدا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل وصل لتهديد الأسرة وقطع الأرزاق”، مستدركا بالقول:”لكن الله معي ومستمر في أداء رسالتي المهنية وإن كان لهؤلاء كلهم حجة فليطعنوا فيما أكتبه من خلال تكذيبه، فأنا لا أكتب حرفا إلا حين أتملك وثائق ودلائل، والحجة على من ادعى حسب التعبير القانوني”.
وبخصوص تتبعه لهذا التّهديد المسجل قضائيا، فقال مدير نشر “تيزبريس”، انه بطبيعة الحال سيضع شكاية لدى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت، يوضح فيها حيثيات هذا التهديد بالقتل، وبناء على نتائج التحقيق “سيتبين من يكون هذا الشخص ومن وراءه”.
يذكر أن بوطعم، سبق أن توبع في حالة اعتقال شهر ماي من السنة الماضية في ملف آخر يتعلق بتهمة التدخل بغير صفة في وظيفة عامة، ودخل بسببها في إضراب عن الطعام قبل أن تقضي المحكمة الابتدائية بمدينة تيزنيت ببراءته وإطلاق صراحه بعد حملة تضامن واسعة دوليا محليا ووطنيا عبرت فيها كل الحساسيات والفعاليات المدنية عن استنكارها ورفضها “التضييق على الأصوات والأقلام الحرة بالمدينة”.