رغم الانتهاء من أشغالها الكبرى والرئيسية، والإعلان منذ ما يزيد عن سنة عن وضع اللمسات الأخيرة بها، إلا أن المحطة الطرقية الجديدة بمراكش، لا زالت مغلقة في وجه المسافرين، وذلك لأسباب حيرت المراكشيين، وجعلتهم يتساءلون عما إذا كان هذا المشروع أنجز لخدمة المواطنين أم لفائدة الأشباح فقط.
وعلى غرار جل الساكنة المراكشية، استغرب أيضا محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام من استمرار إغلاق المحطة الطرقية المنجزة فوق عقار مهم بمنطقة العزوزية بمدينة مراكش، حيث استنكر استمرار إغلاق أبوابها رغم انتهاء الأشغال بها منذ مدة.
وقد أكد ذلك الغلوسي في تدوينة له نشرها على حائطه الفيسبوكي، حيث جاء فيها: “صدقوا أو لاتصدقوا، بمراكش، وبالضبط بمنطقة العزوزية، حيث توجد المحطة الطرقية الجديدة والتي لم تفتح بعد أبوابها رغم إنتهاء الأشغال بها منذ مدة في إنتظار أن تتشقق الجدران وتعشش “موكا” بداخلها ويعلن عن إجراء إصلاحات جديدة تكلف اموالا أخرى !!وهذه قضية أخرى”.
ولم يتوقف الغلوسي عند الحديث حول محطة الأشباح، بل كشف فضيحة أخرى بجوار هاته المحطة، والتي سبق أن أشر عليها الوالي المعزول “عبد الفتاح البجيوي”، حيث يتعلق الأمر بعقار يتواجد بجوار محطة العزوزية، والذي كان مخصصا لمرفق سيارات الأجرة على غرار ماهو معمول به على مستوى جميع محطات الطرق بالعالم، وذلك لتسهيل تنقل المسافرين والزوار في اتجاهات مختلفة، إلا أنه وبقدرة قادر تحول هذا المرفق إلى فندق ومحطة للوقود.
وفي هذا الصدد، أكد الغلوسي، أن إنشاء هذا الفندق ومحطة الوقود تم من طرف “لوبي الفساد الذي تفتقت عبقريته وبدأ يخطط للإستيلاء على هذا العقار المهم”، مضيفا أن بداية الاستيلاء على هذا الوعاء العقاري كان بسبب فتوى لـ “لجنة الإستثناءات التي كان يترأسها الوالي السابق عبد الفتاح البجيوي والتي كانت بمثابة لجنة لشرعنة الفساد والريع وتبديد العقار العمومي وتفويته لأشخاص ذوي الحظوة والجاه.. وهكذا تم تفويته لأشخاص شيدوا فوقه محطة للوقود وفندقا خاصا بأثمنة رمزية والكل دائما تحت ذريعة تشجيع الإستثمار!!”.
مضيفا: “وعندما يخرج المسافرون من المحطة الطرقية عليهم أن يحزموا أمتعتهم ويتسابقوا للوقوف على جنبات الشارع العمومي المحاذي للمحطة، بحثا عن سيارة أجرة تقلهم نحو وجهتهم، لأن الجهات المسؤولة منشغلة بتسمين أرصدة وتوسيع دائرة أرباح المتلهفين للريع والفساد على حساب المصالح العليا للمدينة”.
ومن جهة أخرى، فإن موقع هاته المحطة شكل انشغال العديد من المراكشيين، سواء فيما يتعلق ببعدها عن وسط المدينة، أو ما يتعلق بمصير المحاور الطرقية التي تحيط بها، والتي يرى فيها مهتمون بالشأن المحلي، أنها ستعرف أزمة اختناق حادة بالنظر لضعف بنيتها ولضيق محاور طرقها.
وفي هذا الإطار، أوضح عدد من المهتمين بالشأن المحلي، أن مدارة العياشي والطريق المعروف بـ”طريق الكراجات” ومدارة شعوف بالإضافة إلى الطريق الوطنية رقم 7 التي تعتبر أقرب نقطة للولوج إلى الطريق السيار، ستعرف بعد افتتاح المحطة الجديدة أزمة اختناق كبيرة وحادة جدا، بعد الإنتقال الكلي لحركة الحافلات من جميع الإتجاهات نحو المحطة الجديدة، في ظل ضعف بنية المحاور المذكورة.
وفي هذا الصدد، تساءل عدد من المهتمون، ما إذا كان المسؤولين بالمدينة قد وضعوا في مخططاتهم مسبقا تأهيل هذه الطرق، عن طريق إحداث أنفاق مثلا، بدل المدارات ذات اتجاه واحد، وتوسيع الشبكة الطرقية في هذه المحاور؟!، أم أن التركيز كان فقط على تحويل مكان المحطة والإهتمام بشكلها الداخلي والخارجي، علما أنه لم تظهر إلى حدود الساعة أية بوادر توحي بعزم المسؤوليم العمل على البنية الطرقية رغم انتهاء الأشغال بالمحطة الجديدة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
لو قمتم بزيارة لمحيط المحطة و الطرق المؤدية لها لعرفتم اسباب عدم افتتاحها، هناك اوراش ضخمة لتهيئة الطرق المؤدية للمحطة الجديدة و الاشغال لاتتوقف ليل نهار
للمزيد من التفاصيل...