أيام الجاهلية كان البعض يصنع أصناما ليعبدها ، ثم يحطمها ليصنع أخرى … و أحيانا كان يأكلها إذا كانت من مكونات قابلة للأكل …. و اليوم ، و بإسقاط مقصود ، يكاد حال البعض يشبه هؤلاء ، إذ بدل مناقشة الأفكار ، و حصر النقاش في جوانبه القانونية و الواقعية ، و الدفاع عن المؤسسة في حالة صواب اعتقادهم بما خلقت من أجله ، يحاولون ، قدر المستطاع ، البروز بمظهر الدفاع عن الحزب من خلال شخص كاتبه الأول ، و لربما حتى دون إرادة من الاخير ، خصوصا في ظل خرجات تسيء له ، و تزيد من هوة سوء الفهم و الخلاف ، أكثر مما تتسم بالحكمة و الرغبة في البناء … هم بذلك يصنعون صنما ، لا ليعبدونه ، و لكن عبادة للمصالح .و لا يدركون ، أو بالأحرى لا يستوعبون ، كون روح الإتحاد مبنية على ثنائية الرأي و الرأي الآخر .. الايمان بالاختلاف و القبول به ، هذا ما تربينا عليه ، و ما نؤمن به ، و نعتبر بشأنه أن الجهر بالمواقف ، مهما كانت مزعجة ، ضرورة حتمية لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، بإرادة توحيد الجهود و تقريب وجهات النظر ، و محاولة إذابة جليد علاقات يتفنن نفس البعض في تسميمها بشكل ممنهج … هل يستحق الأمر تقديم أجوبة واضحة ، صادمة و فاضحة ، لجوقة المصالح ؟؟ الزمن غربال كما يقال ، و في اللحظة التي سيستعيد فيها الحزب عافيته ، بإرادة الاتحاديات و الاتحاديين ، و يعود لقواته الشعبية بقيمه و مبادئه و مصداقية خطابه و مشروعه المجتمعي ، سيجد هؤلاء البعض أنفسهم تائهين في واقع لا يجدون فيه سبيلا لصناعة صنم جديد يربطون به مصالحهم .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...