أفاد أسامة المسلم، الروائي السعودي، أن جميع المعارض التي شارك بها تحظى حفلات التوقيع فيها بحضور قوي، كما حدث في معرض القاهرة قبل شهرين، وكانت الأعداد أضعاف معرض الرباط. وأوضح في حوار مع “الانباء المغربية”، أنه كان يجد صعوبة في الحصول على كتب عربية فنتازية، بعد ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، ترتقي إلى ما يجده في الروايات الأجنبية، لهذا قرر المساهمة في إثراء المكتبة العربية بهذا النوع من الكتب. ++++ خلقت الحدث، خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط، والذي يمتد إلى 19 من شهر ماي الحالي، بحيث تسببت في حالة طوارئ ثقافية، كيف تلقيت الاقبال عليك خاصة من قبل الشباب؟ مما لا شك فيه كنت سعيدا جداً بلقاء القراء المغاربة الأعزاء لأول مرة فقد اعتدت في السنوات الماضية على حضور معارض الخليج ومصر، ولكن بسبب ما تلقيته من طلبات كثيرة للقدوم هنا فقد اعتذرت عن حضور معرض أبوظبي ومعرض الدوحة، اللذان يتزامنان مع معرض الرباط، وكان اللقاء والأعداد التي تشرفت بحضورها مبهرا بكل المقاييس، وكم كنت حزينا لعدم استطاعتي مقابلة الجميع والسلام عليهم.
+ قربنا من البيئة التي كبر بها أسامة المسلم قبل وبعد الهجرة للولايات المتحدة الامريكية؟ – لم تكن هجرة هي بعثة علمية من الدولة للوالد للدراسات العليا، وقد قضيت طفولتي وتأثرت لاشك بتلك البيئة المختلفة كليا عن بيئة بلدي في كل مناحي الحياة، وبعد العودة كان التأقلم في البداية صعبا جدا، بحكم أني قضيت سنوات هناك حتى اللغة كانت في البداية عائقا كبيرا للتواصل بمن حولي، قبل أن تكثف لي والدتي من دروس العربية.
+ ذاع صيتك كروائي فنتازي، كيف اخترت واقتنعت بهذه الزاوية من المعالجة لمادة أدبية كالرواية؟ وكيف نجحت في الوصول إلى فئة عريضة من الشباب والمراهقين المعروفين ببعدهم عن الكتاب؟ – لأني محب وشغوف بهذا النوع من الأدب، وأجد متعة كبيرة عندما أبحر فيه، ولاشك أن لكل إنسان ما يستهويه ويفضله وكنت أجد صعوبة في الحصول على كتب عربية فنتازية، بعد ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة ترتقي إلى ما أجده في الروايات الأجنبية، وهذا الأمر أزعجني جدا وعزمت على المساهمة في إثراء المكتبة العربية بهذا النوع من الكتب، خاصة أن باقي الفنون تطفح بها أرفف المكتبات، والحمد لله أزعم أنني استطعت أن أسد ولو جزء من هذه الثغرة وأجذب الشباب العربي لقراءة هذا النوع من فنون الرواية، لأني قد كتبت بأصالة بعيداً عن التقليد والرتابة وبشكل مشوق، يناسب أفكار هذا الجيل، وبالتالي حدث ما رأيتموه جميعا في معرض الكتاب، ومن قبله بشهرين في معرض القاهرة وكانت الأعداد أضعاف معرض الرباط، وحدث ذات السيناريو، فبسبب الازدحام والإغماءات تم إيقاف حفل التوقيع بطلب من أمن المعرض .
+ ما دور مواقع التواصل الاجتماعي، في انتشارك بالنظر لعقدك لجلسات حوارية مع متابعيك على مختلف المنصات؟ – لاشك أن لهذه المنصات دور كبير، فكما تعلم نحن مغيبون في الوسائل التقليدية لأنها مقتصرة على فئة نخبوية معينة، ولذلك كانت منصات التواصل الاجتماعي هي السبيل للوصول للشباب الذين قد هجروا أصلا الوسائل القديمة، وقد خاطبتهم بلغة هذا العصر التي تواكب أفكارهم وتطلعاتهم، فأحسوا بانتمائي إليهم وأني جزء منهم وبالتالي ربطتني بهم علاقة قوية كأخ كبير وأب لهم قريب منهم ويستمع إليهم.
+ هل كنت تتوقع هذا النجاح لمشاركتك في المعرض؟ – الحمد لله جميع المعارض التي شاركت بها تحظى حفلات التوقيع فيها بحضور قوي، وكنت متوقعاً أن يكون هناك عدد جيد يتناسب مع سكان مدينة الرباط وما حولها، لكن الجمهور المغربي الحبيب أدهشني بحضوره بهذا العدد الكبير، من كل مدن ومناطق المملكة، بل قابلت عددا من القراء المغاربة القادمين من بلاد المهجر لحضور هذا التوقيع، وهذا في الحقيقة فاجئني وأسعدني وأحزنني بنفس الوقت عدم استطاعتي مقابلة كل من حضر .
+ أعلنت عن تخفيض لرواياتك بالمعرض الدولي للكتاب، اليس هذا نوعا من الترويج التجاري لمؤلفاتك؟ – لم أفكر من هذه الزاوية، كان الهدف إظهار الامتنان وتقديم هدية بسيطة للقراء الأعزاء، الذين تكبدوا مشقة الحضور والانتظار الطويل وللعلم التخفيض يكون عن طريق تنازلي عن نسبتي بالكامل من سعر الكتاب، ودار النشر بالبيع بسعر التكلفة تقريبا، فأي ترويج تجاري في هذا؟، خاصة أني أبلغت القراء الذين سألوا بأني لا أمانع من التوقيع حتى على الإصدارات المزورة وهي تمثل نسبة كبيرة من الكتب المباعة في المكتبات العربية
+ كيف هي علاقتك بالمغرب؟ هل زرته من قبل؟ – للأسف لم يتسن لي زيارة هذا البلد الجميل من قبل، وإن كان عندي خلفية عن مدى عراقته وعراقة موروثه وجمال طبيعته ودماثة خلق أهله، لكن المعاينة ليست كالسماع فقد أبهرني بجماله وكرم أهله البالغ والرقي في معاملة الضيوف وإكرامهم، بحيث تشعر أنك لم تغادر بلدك، فألف شكر لكل من ألتقيت به وأكرمني بكلام طيب أو ابتسامة مشرقة أواحتفاء .
+ ما النظرة التي كنت تحملها عن الأدب والأدباء المغاربة؟ – لاشك أن أدباء المغرب أغنياء عن التعريف، ولهم مكانتهم المرموقة بين الأدباء العرب ومساهماتهم في الثقافة العربية بشتى مجالاتها وخاصة الروائية والفلسفية . – + هل من الممكن أن تنافس رواياتك الاجناس الأدبية التي يتم تحويلها الى سيناريو لأفلام ومسلسلات، بالنظر لاعتمادها على فنتازيا وخيال علمي؟ – هي قد تحولت بالفعل فقد قامت مجموعة mbc شاهد بشراء حقوق معظم أعمالي وتم إنجاز جزء كبير من الموسم الأول من رواية بساتين عربستان، وكذلك بدأ العمل على ثلاثية خوف وسيعلن قريبا عن فيلم سينمائي سعودي مبني على أحد رواياتي .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...