الكثير من العادات والتقاليد التي يتم القيام بها بمناسبة عيد الأضحى لدى عدد من القبائل الذين دأبوا على القيام بها ترسيخا لما كان يقوم به أجدادهم.
ومن بين هذه العادات، مسح دم الخروف ما بين الحاجبين، وكذا جلد الشاة على وجه الفتيات خصوصا، اعتقادا منهن أن ذلك سيساهم في إزالة حب الشباب وكل ما يشوه البشرة.
وحسب بعض الروايات، فإن مسح الوجه بجلد كبش العيد، هو تجسيد للحركة التي توعد بها القائد أكسل ”كسيلة” عقبة إبن نافع بعدما أن أهانه وسخر منه أمام جنوده حيث مسح بيده على وجهه حاملا الجلد ونزل به على لحيته.
وفي هذا الصدد، يقول إبن خلدون: “وكان عقبة في غزواته– للمغرب يستهين كسيلة ويستخف به وهو في إعتقاله، وأمره يوماً بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه، وأراده عقبة على أن يتولاها بنفسه، وإنتهره، فقام إليها كسيلة مغضباً، وجعل كلما دس يده في الشاة يمسح بلحيته، والعرب يقولون: ما هذا يا بربري؟ فيقول: هذا جيد للشعر، فيقول لهم شيخ منهم: إن البربري يتوعدكم. وبلغ ذلك أبا المهاجر فنهى عقبة عنه وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألف جبابرة العرب، وأنت تعمد إلى رجل جبار في قومه بدار عزة قريب عهد بالشرك فتفسد قلبه، وأشار عليه بأن يوثق منه وخوف فتكه، فتهاون عقبة بقوله”.
ومن جهة خبراء التجميل، تقول حنان أتركين، الأخصائية في طب التجميل، أن هذه العادة من بين العادات التي تضر بالبشرة، خاصة أن جلد الخروف الذي تم نزعه للتو من الشاة، قد يكون مليئا بالبكتيريا، وأن الفتاة التي تعاني من حب الشباب، قد تعقد الأمر أكثر على نفسها، بعد أن تتسرب إلى تلك البكتيريا إلى داخل بشرتها التي هي في الأصل ليست في حالة جيدة.
وهو نفس الشيء بالنسبة للدماء، حيث تؤكد أتركين في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أن مثل هذه العادات غير صحية لبشرة النساء بشكل عام، خاصة بمناسبة عيد الأضحى التي تتعرض فيها البشرة للعديد من العوامل التي تنهكها، وبالأخص فيما يتعلق بالنظام الغذائي الذي يتغير بهذه المناسبة.
وفي هذا السياق، تقول أتركين، أن النظام الغذائي الذي يتغير بمناسبة العيد، يكون له تأثير على الهرمونات، وهو ما ينعكس على البشرة، حيث يتسبب في ظهور بتور عليها، وكذا زيادة نمو الشعر على الوجه بشكل كبير.
وإلى جانب ذلك، حذرت طبيبة التجميل في مدينة مراكش، من الإكثار من اللحوم والدهنيات خلال أيام العيد، خاصة أمام تداول أن هناك أكباش يتم حقنها بمواد كيميائية قد يكون لها تأثير على البشرة وعلى الصحة بشكل عام.
ومن ثانية، أوضحت المتحدثة أن كثرة دخول النساء إلى المطبخ من أجل إعداد الوجبات المرتبطة بعيد الأضحى من شأنه أن يضر أيضا بالبشرة، حيث يتعرضن للكثير من البخار وحرارة الفرن، وهو ما يستلزم من النساء وضع واقي الشمس بين الفينة والأخرى، حتى لا تتعرض بشرتهن لدرجات حرارة مرتفعة قد تؤدي الى حروق تستلزم الكثير من العلاج.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...