مع دخول فصل الشتاء وما يرافقه من البرد القارس خاصة في المناطق البعيدة ما يسمى المغرب غير النافع وان كنت لا ادري سبب هذه التسمية والتي تذكرني بما يطلق على القارة السمراء “القارة الفقيرة “وهي أغنى قارة على وجه الأرض في مفارقة عجيبة وغريبة في عالم غريب متقلب لا منطق ولا حكمة تحكمه !
مناسبة القول ما نشاهده جميعا في وسائل الإعلام والجرائد الورقية و الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من مبادرات خيرية تبتغي المساعدة ومد يد العون عبر تقديم مواد غذائية وملابس للتدفئة مع ما يرافقه من صور تظهر مظاهر العوز والفقر المدقع، ما يضرب صورة المغربي الفقير المحروم قبل صورة البلد في الخارج.
الحق في الصورة من الناحية القانونية مكفول للجميع، ولا يحق لأحد أن يأخذ صورة دون موافقته كيفما كان شكلها، مبتسما حزينا، ضاحكا باكيا… المهم لا يحق لك بل قد يقاضيك من تضع صورة له دون موافقته وعلمه.
لكن ما حيلة معدوم محتاج أمام المعطي المحسن أو الجمعية…؟ شخصا ذاتيا كان أو جمعية او مؤسسة، “ما حيلة الميت قدام غسالو” كما يقول المثل، همه الوحيد لقمة تسد رمقه، وغطاء يحميه من قساوة البرد،أما الصورة والحق في الصورةإللى غير ذلك من المصطلحات والعبارات الرنانة التي نسمعها هنا وهناك، هي فقط للتسويق الإعلامي والجمعوي والسياسي لا غير، في استغلال مفضوح وغير أخلاقي لفئات لم تتجاوز بعد عتبة الفقر ولم تنل نصيبها بعد من ثروة البلد، أو تأخرت في الحصول على نصيبها.
المسؤولية قبل أن تتحملها الحكومة والبرلمان المنتخب عبر سن قوانين تمنع وتزجر مثل هذه الممارسات، تتحملها أيضا الأحزاب و فعاليات المجتمع المدني، ونذكرها بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام “صدقة السر تطفئ الخطيئة” وليس “ضريب الطر” عبر صور صادمة ينقصها فقط “السيلفي” لتأكيد الآخذ والمعطي…إلا في حالة الضرورة القصوى.
أيضا تتحملها وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، في الرفق وعدم استغلال صور الفقر والحاجة، لرفع نسب المشاهدة او تحقيق “البوز” بلغة الاعلاميين، بل أولا واخيرا نقول لهم “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.