بوشتى الشارف لـ"الأنباء تيفي": قدمت شكاية ضد بوعشرين وبعض الجرائد لأنها شردت أسرتي

كشف المعتقل الإسلامي السابق، بوشتى الشارف، تفاصيل خطيرة بخصوص تعرضه للتشهير من طرف بعض المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية، والتي روجت عددا من الإشاعات والأكاذيب في حقه خلال فترة سجنه دون أدنى مراعاة لما تقتضيه أخلاقيات مهنة الصحافة من عدم التشهير واحترام حق الرد حسبما أفاد به الشارف.

وفي تصريح هو الأول من نوعه، فتح بوشتى الشارف قلبه لجريدة “الأنباء تيفي” ليسرد لها تفاصيل هذا التشهير الذي شنته جريدة أخبار اليوم، التي يديرها الصحفي توفيق بوعشرين المعتقل حاليا بسجن “عين برجة” بتهمة “الاتجار بالبشر”، والذي حمله الشارف المسؤولية باعتباره كان سباقا لنشر تلك الإشاعات التي تناقلتها عدد من المواقع والجرائد لتنتشر انتشار النار في الهشيم، إلا أن  الشارف كذب كل تلك التهم والإشاعات التي وجهت له من قبل إرسال صوره عاريا لفتيات بسوريا وولوجه بانتظام لمواقع إباحية، مستدلا على ذلك بالزيارة التفتيشية التي قام بها مدير السجن  في الساعة السابعة صباحا بعد انتشار تلك الأخبار، ليتأكد من أنه لا يحمل هاتفا نقالا خلافا لما تنص عليه القوانين الداخلية للسجن، ليقطع مدير السجن الشك باليقين بعد عدم عثوره على أي وسيلة للتواصل بحوزة الشارف مما دفع إدارة السجون إلى إصدار بيان لتكذيب ما يروج وما يتم تداوله من قبل الصحافة وتم نشر البيان في موقع سجن تطوان سنة 2014.

وقال الشارف بأن المنابر التي تناقلت تلك الاتهامات دون تقصي شهرت به وسلبت حقه في الرد باعتباره كان مسجونا آنذاك بسجن تطوان، مما منعه من الرد والدفاع عن نفسه، وتسبب له في عدد من المشاكل كان أبرزها مغادرة أبناءه أرض الوطن عن طريق الهجرة السرية خوفا من “الفضيحة”، وأنهما “رماو راسهم فالبحر باش مايبقاوش يشوفو اللي شافوه”، وهو ما دفعه إلى تقديم شكاية بعدد من المنابر بتهمة “التشهير والقذف” وهو مايزال يقضي عقوبته السجنية، وهي الشكاية التي لازال يتبع مسارها.

وردا على سؤالنا حول مسار الشكاية، قال بأنه يود تسريع وتيرة الإجراءات ولهذا الغرض حاول توكيل محامي، إلا أن التكاليف كانت باهضة ما اضطره إلى تتبع المسطره بنفسه، لأن تلك الاتهامات كانت  “مهينة” و”مؤلمة” على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه لا زال يعاني من تبعات هذا التشهير إلى يومنا هذا.

وأفاد بوشتى بأن له 6 أولاد، 2 رموا بنفسهما في البحر هربا من التشهير الذي تعرض له والدهما وخشية الوصم، والباقي يعيش حالة نفسية واجتماعية مزرية مؤكدا بأنهم يعانون جراء ما طاله من افتراء طيلة تلك الفترة، كما سارعت زوجته آنذاك إلى تقديم طلب الطلاق قائلا:” هجرتني زوجتي وأولادي، ولست أنا الوحيد الذي شرد ودمرت أسرته، بل هنالك أسر أخرى تم تدميرها”، مشددا على أنه لن ينسى ما مر به لأن وقعه كان قويا وبأنه سيمضي قدما وسيتتبع الشكاية التي أودعها ضد المواقع وكل من شهر به وعلى رأسهم الجريدة التي كانت سباقة لنشر إفادة طليقته، التي أكد بأنه لا يهمه مصيرها، ذلك لأن الرابط بينهما “الأبناء” وقد أصبحوا راشدين الآن.

وكان من بين أبرز القرارات التي اتخذها ” الشارف ” هو عدم التعامل مع الصحافة أو مدهم بأي تصريح منذ ذلك الحين قائلا: ” السبب الوحيد الذي جعلني أمتنع عن الإدلاء بأي تصريح صحفي أو الاستجابة للمنابر التي تطلب مني إجراء حوارات، وأكتفي بنشر فيديوهاتي على صفحتي عبر الفايسبوك هو ما نقلته الجرائد الورقية والإلكترونية عن جريدة أخبار اليوم خلال فترة سجني دون تحري دقة ومصداقية”، مشيراً إلى أن تلك الإشاعة “دمرت حياتي وشردت أبنائي وجعلت 2 منهم يرميان نفسها في البحر بالرغم من المصير المجهول الذي من الممكن أن يصادفاه”.

 وجوابا على سؤالنا حول هل من الممكن أن يتراجع بوشتى عن هذا القرار في الفترة القادمة، أجاب بعد تفكير “لا أظن، وإلى حدود اللحظة لا أفكر في التراجع”، وأنه لا يمكن أن نتنبأ بما قد يحصل في المستقبل، لكن ما هو مؤكد بالنسبة للشارف هو أن الصحافة لعبت دورا كبيرا آنذاك في تشتيث أسرته وإثارة زوبعة دفع ثمنها غاليا، وكان الثمن أسرته.

وقد برز اسم بوشتى الشارف سنة 2011 تزامنا مع الربيع العربي ورافقه الجدل بعد تصريحه الذي تحدث فيه عن تعرضه للتعذيب، قبل أن يعود من جديد ليكذب الاتهامات التي كالها للمخابرات المغربية، وليعتذر بجرأة محمودة جعلت الكثير يحترمه لتداركه الخطأ الذي قال بأنه ارتكبه، معتبرين بأن الاعتذار من شيم الشجعان وأنه أبرأ ذمته من الاتهامات التي وصفها بوشتى ب”الباطلة”، معتبرين بأن ما فعله المذكور جدير بالاحترام، وبين قلة قليلة اعتبرت أنها خرجة غير موفقة وأن الدافع وراءها عدم رغبة الشارف في إثارة المزيد من البلبلة.

ويحاول بوشتى خلال هذه الفترة تجاوز تبعات ماحدث خلال فترة اعتقاله وبعدها، ذلك أنه غادر سجن تطوان سنة 2018 إلا أنه يرى بأن أوضاعه لم تستقر بعد منذ ذلك الحين، حيث توارى عن الأنظار لفترة قبل أن يعود بقوة  خلال الآونة الأخيرة بخروجه بتصريح يرد فيه على الإرهابي محمد حاجب الذي امتهن سب وطنه المغرب قصد الرفع من نسبة المشاهدات على قناته عبر موقع “يوتيوب” غير آبه بالخدمة المجانية التي يقدمها لأعداء الوطن وخصومه، موليا أهمية كبرى لمصلحته الخاصة التي وجدها في الديار الألمانية حيث يقتات على المساعدات التي تقدم له وما يجنيه من “الأدسنس”، وهو ما يجعل حاجب يمضي قدما في بث فيديوهات تضرب في رموز الدولة المغربية حتى يضمن لنفسه الاستمرارية بعد أن ثبت كذبه في عدد من المناسبات.