لم تكف الأحزاب في انتقاد ما تسميه استعمال الانتخابات، فقد استرسل زعماؤها، حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، في تصريحات واثقة بأن هناك مال كثيف يروج قبل موعد التصويت. بدءا من رئيس الحكومة نفسه إلى عبد اللطيف وهبي، نزار بركة، إدريس لشكر، نبيل بنعبد الله، امحند لعنصر، نبيلة منيب، علي بوطوالة، وغيرهم.
غير أن أصابع الاتهام الكثيرة هذه لا تشير إلى وجهة معينة، الكل يتهم من حوله، بتلميحات وإشارات غير مباشرة، تتجه صوب طرف معين، وإن كان مجهولا فهو لا يخرج من خانة السياسيين.
وما زاد من حدة هذه الاتهامات هو مظاهر العنف التي شهدتها بعض المناطق، بين أنصار أحزاب، وصلت حد تكسير زجاج السيارات وإلحاق خسائر مادية وسقط فيها مصابون.
هذه الاتهامات تستدعي التحقيق، لأنها صادرة من أفواه قادة هاته الأحزاب التي تتنافس فيما بينها. إنها تستدعي مطالبتهم بتقديم ما يقولونه.
كما أن الأمر يتعلق بالتشكيك في نزاهة هذه العملية الانتخابية التي ستفضي إلى حكومة جديدة يعول عليها المغرب ليتحدى عدة رهانات داخلية وخارجية تحيط به.
والأكيد أن من سيخسر الانتخابات سيعيد تكرار نفس الاتهامات، وسيؤكدون أن هذا المال الذي لا يرونه إلا هم هو السبب.