قال محمد بن طلحة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، أن الموقف المعلن عنه من طرف الحكومة الإسبانية، في شخص رئيسها بيدرو سانشيز في الرسالة التي بعثها لجلالة الملك محمد السادس، وفق بلاغ للديوان الملكي؛ يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية، مشيرا إلى أن البلاغ نص على الجهود الجادة ذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف.
وفي هذا الصدد، قال بن طلحة في تصريح لموقع الانباء تيفي، على أن موقف الحكومة الإسبانية، يعتبر موقفا إيجابيا، ويعطي أملا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب واسبانيا، وأنه يؤسس لاندماج حقيقي وفعال لضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن هذا الموقف يعتبر انتصارا لعلاقات واقعية تطمح للمستقبل، مشيرا إلى أنه انتصار أيضا للدبلوماسية الحكيمة الواقعية، وأنه موقف مبني على رؤية استراتيجية طويلة المدى.
وأضاف المتحدث في ذات التصريح، أن موقف بيدرو سانشيز، يستحضر أن اسبانيا تعتبر الشريك الأول التجاري للمغرب على مستوى الصادرات والواردات، مشيرا إلى أن المغرب يعد حاليا أكبر شريك تجاري باسبانيا في القارة الأفريقية، وثالث شريك تجاري في العالم خارج الاتحاد الاوروبي، وأن المغرب يحمي الحدود الأوربية من الهجرة غير الشرعية، ومن مافيات تهريب المخدرات.
وأكد الدكتور محمد بن طلحة، أن هذا الموقف، يستحضر أيضا دور المملكة القوي في التعاون الأمني لمحاربة الارهاب والتطرف، وأن المغرب سيد قراراته، مشيرا إلى أنه كان دائما يتطلع إلى علاقات متكافئة لصالح البلدين.
واعتبر بن طلحة الرسالة التي بعثها سانشيز للملك، بمثابة إجابة على الموقف المغربي الذي ظل يطالب بعلاقة قوامها الوضوح والشراكة الموثوق بها، مشيرا إلى أن ذلك ينسجم وروح خطاب جلالة الملك محمد السادس الذي القاه بتاريخ 20 غشت 2021، ويستجيب لنداء جلالته ببداية مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين.
إن التاريخ المفصلي الذي نعيشه اليوم، حسب بن طلحة، يدعونا إلى علاقات أكثر قوة ومتانة للأجيال المقبلة، لذا يؤكد المتحدث، على أنه ينبغي على مختلف الوزارات والمسؤولين في البلدين، العمل على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق طموحة، مؤكدا على أن إقامة علاقات أفضل وأمثل سيظل هو الأقوى دوما وأبدا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...