بعد أشهر عجاف، تعود العلاقات بين المغرب وإسبانيا إلى سيرتها الأولى، وذلك بعد الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إلى عاهل المغرب الملك محمد السادس.
في هذه الرسالة، وصفت مدريد مبادرة الرباط للحكم الذاتي بأنها “الأكثر جدية” لتسوية النزاع في إقليم الصحراء، وفق بيان للديوان الملكي المغربي.
رسالة سانشيز جاءت بعد أزمة حادة مرت بها علاقات البلدين، منذ أن استقبلت مدريد في أبريل 2021، زعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” ومن دون إبلاغ المملكة المغربية بذلك.
استقبال، وتر العلاقات بين المغرب واسبانيا، رغم محاولة مدريد القول أنها استقبلت زعيم البوليساريو لأسباب إنسانية صحية، فيما اعتبرت الرباط الأمر “خيانة وطعنة في الظهر”.
وما زاد من تعميق الأزمة، تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي، بين 17 و20 ماي 2021، من المغرب إلى مدينة سبتة المحتلة.
وبعد رسالة سانشيز، انفرجت الأزمة، حيث أعربت حكومته الإسبانية عن رغبتها في استئناف عهد جديد من علاقاتها مع المغرب، علاقات تحترم الوحدة الترابية للمملكة، وتوثق لمرحلة جديدة قال عنها الدكتور إدريس لݣريني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، على أنها مرحلة تأتي بعد موقف أزاح الكثير من الضبابية عن الموقف الإسباني.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور إدريس لݣريني، على أن الموقف الصريح لبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، هو موقف يحمل قدرا كبيرا من الأهمية، لكونه يخرج من دائرة الضبابية ودائرة الحيادية السلبية التي طبعت الموقف الإسباني السابق.
وأضاف لݣريني في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أن الموقف الاسباني واضح، ويروم دعم قضية الوحدة الترابية الوطنية من خلال التأكيد على أهمية وواقعية مشروع الحكم الذاتي كخيار يستجيب لحاجيات الساكنة.
وقال لݣريني في ذات التصريح، أن هذا الموقف لم يكن موقفا عاديا، ولم يأتي بصورة تلقائية، ولكنه كان نتاج حركية الدبلوماسية المغربية، التي عبرت خلال الأشهر السابقة، خصوصا بعد الأزمة التي طرحها استقبال ابراهيم غالي زعيم البوليساريو بالأراضي الأسيانبة، بصورة ملتبسة، (عبرت) أن المغرب لن يقبل بشراكة مختلة مع إسبانيا، شراكة في صالح هذه الدولة، دون استحضار المصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية.
وشدد لݣريني، على أن الموقف الاسباني الجديد، هو نتيجة لعدم قبول المغرب بعلاقة أو شراكة انتقائية ولصالح الدولة الإسبانية فقط، مشيرا إلى أن المملكة أكدت في الكثير من المحطات الدولية، على أنها تهتم بإرساء علاقات واضحة ومتكافئة، علاقات تأخذ بعين الاعتبار مصالح المغرب الاستراتيجية؛ مضيفا أن الدولة المغربية، معروف عنها، أنها ظلت دائما تتعامل مع اسبانيا بحسن نية وفي احترام تام لقضاياها ولحدتها الترابية ولسيادتها.
وأضاف لݣريني، أن التوجه الاسباني الجديد، سيدعم تعزيز العلاقات بين البلدين، وسيعطيها دفعة قوية على عدة مستويات، خاصة المجال الاقتصادي والسياسي والأمني والاستراتيجي، وذلك بحكم الجوار، وبحكم وجود مجموعة من القضايا والاهتمامات المشتركة، كقضايا الهجرة والاستثمار والأمن.. وغيرها من المجالات التي قال المتحدث، على أنها ستدعم إرساء علاقات متوازنة وعلاقات استراتيجية مميزة بين البلدين.
واختتم الدكتور ادريس لݣريني تصريحه، بكون الموقف الجديد لدولة اسبانيا، سيتم معه تجاوز الرؤية السابقة التي كانت موقفا غير موضوعي وناقص، خاصة على مستوى قضية الوحدة الترابية للمغرب.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...