طرحت مؤسسة محمد الخامس في إطار برنامج مرحبا 2022، ووعيا منها بأهمية ضمان العبور الآمن والسلس لمغاربة العالم مجموعة من التدابير والإجراءات لضمان السير الجيد لهذه العملية الإنسانية الفريدة من نوعها والتي تدخل في إطار اللجنة المختلطة المغربية – الإسبانية المكلفة بعملية العبور، والتي تعد تجسيدا لنموذج ناجح للتعاون متعدد الأبعاد بين البلدين الجارين.
وفي هذا السياق، أعدت وزارة النقل واللوجستيك مخطط أسطول مهم من السفن يتلاءم مع البنيات التحتية المينائية وقدرات تدبير التدفق وحركة العبور المتوقعة حيث تمت تعبئة 32 باخرة على مستوى مجمل الخطوط البحرية الرابطة بين الموانئ المغربية ونظيرتها الإسبانية والفرنسية والإيطالية. وتتوفر هذه البواخر على طاقة استيعابية تبلغ حوالي 478 ألف مسافر و123 ألف سيارة، عبر 571 رحلة أسبوعية.
ووفقا للوزارة، سيخصص للخطوط البحرية الرابطة بإسبانيا، التي تمثل نسبة 95 في المئة من حركة عبور المسافرين، 23 باخرة من بينها 14 موجهة للمسافرين عبر الخط الرئيسي الرابط بين ميناء طنجة المتوسط وميناء الجزيرة الخضراء، فضلا عن باخرتين مخصصتين لنقل البضائع.
و ستمكن هذه البواخر من تأمين 47 رحلة يومية، مع طاقة استيعابية تبلغ حوالي 40 ألف مسافر و11 ألف سيارة، أي بزيادة نسبتها 4 في المئة مقارنة بسنة 2019.
كما سيتم اعتماد حجز التذاكر على مستوى جميع الخطوط البحرية المعنية بعملية « مرحبا 2022″، من بينها الخطان البحريان « طنجة المتوسط/الجزيرة الخضراء » و « طنجة المدينة/طريفة »، من أجل تحديد عدد المسافرين واتخاذ التدابير اللازمة لضمان حركة نقل سلسة بين الضفتين.
وسيتم وضع مجموعة من الأنشطة الغنية والمتنوعة (رحلات استكشافية، جولات، وغوص في أعماق البحار، وجولات صيد) رهن إشارة المغاربة المقيمين بالخارج، ممن يختارون قضاء عطلتهم بالمغرب، كوجهة سياحية من الدرجة الأولى.
وجاءت تدابير عملية مرحبا 2022 بعد توقف دام سنتين بسبب أزمة كوفيد 19، ومع اقتراب الموسم الصيفي، الذي تبدو بوادره جيدة، تدل كل المؤشرات على أن توافد المغاربة المقيمين بالخارج سيحطم أرقاما قياسية هذا العام، فاتحا بذلك المجال أمام انتعاش حقيقي للقطاع السياحي الوطني.