تفاجأ عدد من سكان وزوار وادي ماسة، بنفوق أسماك كبيرة في صور صادمة وهي القضية التي أثارتها جمعية “محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة بأكادير” في شكل استغاثة، وهي تعرض مجموعة من الصور تظهر نفوق الأسماك بوادي ماسة بإقليم اشتوكة أيت باها، وهي صور طرحت تساؤلات حول أسبابها، هل هي بفعل فاعل أي جريمة بيئية أم أنها عوامل طبيعية.
وبحسب الجمعية، التي راسلت الوزارة المعنية بالبيئة في إطار الرصد والتتبع، فإن ظاهرة نفوق الأسماك بوادي ماسة ليست وليدة اليوم، فقد سبق خلال سنة 2019 أن تم تسجيل نفس الظاهرة.
وبناء على التحاليل المخبرية التي قامت بها الجهات المعنية والمسؤولة بعد أخذ مجموعة من العينات على طول الوادي، تبين أن من أسباب نفوق هذه الأسماك انخفاض نسبة الأوكسجين المذاب في الماء مقارنة بارتفاع درجة حرارة الماء إلى جانب ركوده وتواجد كثرة الطحالب به، والتي تحول دون وصول أشعة الشمس إلى القاع.
كما أظهرت معطيات أخرى، أن استغلال الساكنة المحلية المجاورة للوادي مضخات لجلب الماء للسقي، له تأثيرات سلبية على هذا المجال البيئي، مما يؤدي إلى استنزاف الماء بشكل كبير من الوادي.
التحاليل المخبرية والفيزوكيميائية التي قام بها المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث على أربع مواقع بوادي ماسة، أظهرت بجلاء عدم وجود أية مصادر للتلوث من المقذوفات الصناعية، وأن الأمر كله مرتبط بتوقف جريان المياه وهو ما ساهم في ارتفاع حرارة المياه ونسبة الآزوت.
وأكدت نتائج التحاليل المخبرية أن جودة المياه بالمواقع الأربعة للوادي التي تم أخذ عينات منها سيئة للغاية حتى أن تركيز الأوكسجين المذاب هو الأدنى وهو ما تسبب في اختلال الحياة المائية بوادي ماسة.
وتناشد الفعاليات المهتمة بالبيئة على صعيد جهة سوس ماسة الجميع الاهتمام بالمجال والحفاظ عليه وتفادي كل ما من شأنه الإضرار به حتى أن توقف تدفق المياه إلى الوادي، الذي يعد من المواقع الطبيعية التي يقصدها السائح المغربي والأجنبي، يساهم كل سنة تقريبا في ظاهرة نفوق الأسماك والتي من شأنها أن تكون لها تأثيرات سلبية على المجال الطبيعي للمنطقة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...