أزيحت شوكة في حلق الإرهابيين فجر اليوم الثلاثاء، بوفاة الرئيس السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج”، عبد الحق الخيام، عن عمر يناهز 64 عام.
ولد “الرجاوي” عبد الحق الخيام المعروف بعفويته وتعامله الكريم مع الناس، سنة 1958 بحي درب السلطان في مدينة الدارالبيضاء، هذه الأخيرة التي كانت شاهدة على عدة مناصب تقلدها المرحوم، داخل مصالح الشرطة القضائية في مختلف مناطقها الأمنية، حتى استقر في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة في مدينة القنيطرة. فبالرغم من مكانته الاستخباراتية بالدولة، إلا أنه لا يفارق حيه الشعبي الذي ولد فيه، يتجاذب أطراف الحديث مع المواطنين ويحضر أفراحهم وأقراحهم، ويتواصل بشكل سليم مع رجال ونساء الصحافة والإعلام.
الصبروالمثابرة، كانتا المفتاح السري لتسلق الخيام سلم المراتب حتى أصبح الرجل الثاني للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ثم رجلها الأول بعد انتقال يونس الجمالي لمنصب مدير الشؤون القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني سنة 2004.
بعد ذلك، تولي عبد الحق لزمام المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015، بإشرافه على كل ملفات الإرهاب والتطرف، حيث تمكن من تفكيك عدد كبير من الخلايا الإرهابية التي كانت في طور تنفيذ عملياتها المستهدفة لأمن الدولة، مما يعطي صورة واضحة عن حجم الجاهزية واليقظة الأمنية والاحترافية والكفاءة العالية التي يستند إليها لخيام.
فالرجل ذو النظارة السوداء الواقية من أشعة الشمس، يقوم بنفس الدور لحماية المملكة من الإرهاب والتطرف، ولم يكتفي حتى بهذا الدور، بل في بعض الأحيان يغير لنظارته الشفافة للتحقق في ملفات قضائية كبيرة منها الفضائح المالية ، تبييض الأموال وشبكات الاتجار الدولي في المخدرات ذات الامتدادات الواسعة، كقضية “كوكايين الجديدة” التي شكلت ضربة قوية لكرتيلات عابرة للقارات، وكذا التحقيق في مصرع أحد الحراس الشخصيين للملك الى جانب قضية الشركة العامة العقارية في شمال المملكة.
وبالرغم من وصوله لسن التعاقد، لم يغادر عبد الحق المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بعد تعيين مدير جديد على رأس “البسيج”، حيث تم الاعتماد عليه ضمن الدائرة الضيقة لعبد اللطيف الحموشي الذي يرأس المديرية العامة للأمن الوطني، وكذا المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، نظرا لخبرته في تفكيك الخلايا والثقة التي راكمها مع المسؤولين الأمنيين في المغرب، إلى أن شاء الخالق أخذ روحه بعد صراع طويل مع المرض.