روى عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، في مقال له، ما دار بينه و بين محمد المعتصم، المستشار الملكي السابق خلال لقاءهما صدفة قبل بضعة أشهر، لدى بائع الكتب والجرائد الشهير في شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط.
وقال حامي الدين، وهو يسرد أدق تفاصيل اللقاء، على أنه و قبل بضعة أشهر من مساء أحد أيام الجمعة، حوالي الساعة السابعة مساء، وقف عند “الروبيو” بائع الكتب والجرائد الشهير في شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، يتفحص عناوين الجديد من الكتب والمجلات، إلى أن أثار انتباهه شخص بنظارة سوداء وقبعة صيفية وواقية صحية يقتني مجموعة كبيرة من الكتب قاسمها المشترك هو “الدستور”.
واسترسل القيادي بالقول، على أنه قد أخذ بدوره يسأل عن الجديد من تلك الكتب و يبدي اهتمامه بها، إلى أن بادره (المعتصم) بالسلام، قائلا له “هل عرفتني؟” ليجيبه حامي الدين بالنفي، ويرد عليه المعتصم بأنه زميل سابق له بالكلية.
وتابع حامي الدين، ضمن نفس المقال قائلا:” أجبته: “صوت مألوف ولكن كيف لي أن أعرفك وأنت زميل متخفي”، فانفجر ضاحكا يضيف حامي الدين، “قبل أن يزيح نظارته الشمسية من فوق عينيه و أكتشف على أنه سعادة المستشار الملكي الأستاذ المعتصم”.
وأضاف القيادي، على أن المستشار الملكي السابق احتضنه بعناق حار ، ثم شرع يسأله عن أحواله بدقة متناهية تنم عن متابعة دقيقة، وعن حس إنساني رفيع، كما بادر باستفساره عن القيادي عبد الإله بن كيران، راجيا منه بإلحاح أن يبلغ له التحية.
وأورد حامي الدين، على أن المعتصم ربت على كتفه بكلمات ملؤها الاحترام والتقدير قائلا له” – “سأتصل بك قريبا لنلتقي على فنجان قهوة أو كأس شاي..”.
وخلص حامي الدين بالقول، على أنه لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستكون آخر عهد له بأستاذ كبير في السابعة والستين من عمره قدم للخزانة الوطنية وللجامعة المغربية منتوجا علميا غزيرا في المادة الدستورية، وأنه كان ينتظر اتصاله بفارغ الصبر، ليحمل له مجموعة من الأسئلة ذات الصلة بالدستور المغربي…، كما كان يعتزم أن يسأله عن سر تلك النظرة الحزينة التي كانت على محياه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...