حقيقة أن ثقافة وأدب الرحلات هي مجموعة من الآثار الثقافية الأدبية التي تتناول انطباعات الكاتب عن رحلاته لبلدان متنوعة، حيث يسرد من خلالها وصف ما يراه من عادات وتقاليد وأخلاق هذه البلدان، وذلك من خلال التسجيل الدقيق والمحكم لكل المناظر الجغرافية والثقافية والدينية والعادات التي يمكن ان يشاهدها خلال مراحل رحلته، ولا يخفى على الكل أن فن الرحلات هو فن أصيل عند العرب إلى جانب قيمته الترفيهية أو الأدبية، قد نجده احيانا يعد مصدرا مهما للدراسات التاريخية والجغرافية والسياحية والحضارية لكل دولة، وهذا راجع لتوفره على نصوص تحمل ملامح من السيرة الذاتية، والطبيعة التجريبية التي قد تكشف عنها الرحلة، كما انه يظل فنا حيا ومشوقا بما فيه من إشراق الرؤية وغرابة المشاهدة ومتعة القراءة، وهناك العديد ممن اشتهر بأدب الرحلات، نذكر من ابرزهم الاديب والرحالة ابن بطوطة، ولكن الجميل في الشيء عندما يرتبط هذا الوصف بشخصية ربما خارجة عن الدراسات الأدبية المؤلوفة، كالأستاذ/ عبدالعزيز الأحمدي الذي عمل لأعوام طويلة كمدير عام لشركة سابك بالمغرب و غرب إفريقيا والذي صدر له عن شركة التكوين العالمية عام 2022م كتاب تحت عنوان ” قطة تطوان”، هذا الشخص الذي أصبح في بعض حديثه وكتاباته مفردات مغربية، وإصداره هذا لم يقتصر على حديثه عن وصف رحلاته وتوثيقه لأحداث ووصف أماكن دراسته ببريطانيا وأمريكا أو عمله بالمغرب بكل من الرباط والدار البيضاء، بل نجده قد توغل وطاف في جميع الانحاء المغربية العريقة حتى وصل به الحال إلى عروسة الشمال تطوان وشوارعها واحيائها وازقتها الجميلة حيث ربط فيها موعدا مع قطة كانت عنوان كتابه وروايته الجميلة والرائعة «قطة تطوان» هذه الرواية التي اذا ما تصفحنا في صفحاتها نجدها قد كتبت بطريقة سهلة وصعبة التركيب في نفس الوقت و بأسلوب جميل يتناول من خلاله لأحداث حقيقية وطرائف معبرة ومشوقة وطريفة وممتعة في نفس الوقت. تجعل القارئ منا لا يشبع ويتخلى عنها
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...