في تطور غير مسبوق، أعلن حزب “أم كاي” الجنوب إفريقي، الذي يقوده الرئيس السابق جاكوب زوما، دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ما يمثل قطيعة واضحة مع الموقف التقليدي لجمهورية جنوب إفريقيا الداعم لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وفي تصريح لموقع “الأنباء تيفي”، اعتبر المحلل والباحث السياسي محمد شقير أن هذا الموقف يعكس تحولًا كبيرًا في نظرة النخب السياسية الجنوب إفريقية، التي باتت تدرك أن دعم الأطروحة الانفصالية التي تستغلها الجزائر في صراعها الإقليمي لا يخدم المصالح الاقتصادية لجنوب إفريقيا، بل يشكل عقبة أمام تطوير العلاقات التجارية بين شمال وجنوب القارة.
وأضاف شقير، أن هذا التحول ليس معزولًا عن السياق الدولي، مشيرًا إلى أن الاعتراف الأمريكي المتجدد بمغربية الصحراء خلال إدارة ترامب، إلى جانب التغير الملحوظ في الموقف البريطاني، خاصة وأنها تترأس الكومنولث، ساهم في إعادة تشكيل مواقف العديد من الدول الإفريقية الأنجلوساكسونية.
وأوضح شقير، أن جنوب إفريقيا “تدور في فلك المنظمة الأنجلوساكسونية التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا، واللتين كان لهما دور مركزي في إنهاء نظام الفصل العنصري في البلاد”، مؤكدًا أن النفوذ الاقتصادي والسياسي الأمريكي داخل جنوب إفريقيا لعب دورًا مؤثرًا في إعادة النظر في السياسات الخارجية، بما فيها قضية الصحراء المغربية.
وفي ما يخص انعكاسات هذا الموقف على الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، شدد المتحدث على أن تبني حزب “أم كاي” لمبادرة الحكم الذاتي يضع الحزب الحاكم في موقف حرج، لا سيما وأن استمرار دعمه للأطروحة الانفصالية بات يشكل عائقًا اقتصادياً، وقال: “المغرب يتعامل مع قضية الصحراء كبوصلة في سياسته الخارجية، والدول التي دعمت المبادرة المغربية شهدت علاقاتها الاقتصادية مع الرباط طفرة كبيرة، كما هو الحال مع فرنسا وإسبانيا”.
واعتبر شقير أن حزب زوما قد يستثمر هذا التحول في استقطاب دعم رجال الأعمال والمستثمرين الباحثين عن فرص اقتصادية بالمغرب، الذي يستعد لاستضافة كأس العالم 2030 ويطلق مشاريع تنموية كبرى، ما من شأنه إحراج الحزب الحاكم ودفعه لمراجعة موقفه الجامد تفاديًا لفقدان قواعد انتخابية حيوية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...