نشرت السلطات الإسبانية، اليوم الثلاثاء، وحدات من الجيش الإسباني معززة بالمدرعات والدبابات في كل شوارع مدينة سبتة المحتلة، وعلى طول الساحل الغربي والجنوبي من شواطئها، في محاولة منها للسيطرة على الوضع غير المسبوق، ومواجهة دخول حوالي 6000 شخص من جنسيات مختلفة غالبيتهم من دول جنوب الصحراء الكبرى إلى قلب المدينة السليبة.
كما وصلت إلى المدينة تعزيزات أمنية أخرى من الشرطة الوطنية قوامها حوالي 200 شرطي بعتادهم، والتي عملت هذا الصباح على توقيف عدد من المهاجرين الغير شرعيين الذين دخلوا سبتة المحتلة أمس الاثنين، سباحة عبر البحر، أو بعبور الحدود البرية الوهمية، وسط حديث عن استخدام القوة والرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع من أجل توقيفهم، حسب ما أظهرته ووثقته صور وفيديوهات لتدخل الجيش والشرطة الإسبانية في حق المهاجرين الغير نظاميين ومطاردتهم بشوارع المدينة.
وأكد وزير الداخلية الإسباني “مارلاسكا” في لقاء مع قناة TVE الإسبانية، أنه تم لحد الآن ترحيل 2700 شخص، وبأن الحكومة تعد الإجراءات لإنهاء هذه الأزمة.
وأوضح وزير الداخلية نفسه، أن وزارته تعتزم التفاوض مع المغرب بشأن عودة هؤلاء المهاجرين، ليبقى وضع حوالي 1500 قاصر غالبيتهم غير مصحوبين، بدون حل، لأنهم لا يخضعون للاتفاقية الثنائية مع المغرب بخصوص إعادة المهاجرين أو ترحيلهم.
أما رئيس الحكومة “بيدرو سانتشيز ” الذي ألغى مشاركته المقررة اليوم الثلاثاء، بقمة باريس التي كانت ستناقش برامج الدعم المالي المقدم للقارة الأفريقية، فقد غرد على حسابه في توتير : “بأن أولوياته الآن هي إعادة الحياة إلى طبيعتها بسبتة”، مخاطبا الساكنة بأنهم يحظون بالدعم المطلق من الحكومة المركزية في مدريد، لضمان سلامتهم والدفاع عنها”.
من جهتها، أفادت مصادر رسمية من مليلية المحتلة، بأنه تم صباح اليوم الثلاثاء أيضا، توقيف حركة المرور بكل أرجاء المدينة، للسيطرة على موجة بشرية تقدر بحوالي 300 مواطن ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا بصدد محاولة القفز على السياج الحدودي، حيث تم منع حوالي 200 شخص من تجاوز السياج بتنسيق مع السلطات المغربية، بينما نجح91 مهاجر أفريقيا من اجتياز الحدود الوهمية، وذلك قبل أن تقوم السلطات الإسبانية بتوقيفهم وتجميعهم في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين “CETI“.