ولد محمد الخامس بن السلطان مولاي يوسف يوم 10 غشت 1909 في مدينة فاس، وهو أصغر إخوته الثلاثة. أمضى طفولته في القصر الملكي بفاس التي كانت عاصمة للبلاد قبل أن يتم الانتقال إلى الرباط التي أصبحت عاصمة للمغرب، وتربى في أجواء التنشئة التقليدية المحافظة للأمراء.
تلقى محمد الخامس في طفولته تعليما عربيا تقليديا، تركز أساسا على التربية الدينية ودروس اللغة العربية طبقا للمناهج التقليدية. وتخللت الدروس مبادئ أولية في اللغة الفرنسية. ويعلل المؤرخ البريطاني روم لاندو هذا التكوين التعليمي البسيط لمحمد الخامس بكونه لم يكن يحضّر لتولي العرش بوصفه أصغر الأبناء.
خلال فترة المرض الذي أودى بالسلطان، كان ابنه إدريس يستعد لخلافة والده تكريسا لعرف تولية أكبر الأبناء، لولا أن الإقامة العامة للحماية الفرنسية كان لها رأي آخر تَقاسمه معها أيضاً “الصدر الأعظم” القوي آنذاك محمد القري. ورغم معارضة بعض الأعيان والفقهاء لهذا القرار، فان إرادة الأقوى سادت وأُعلن الأمير محمد بن يوسف ذو الـ18 عاما، سلطانا على المغرب يوم 18 نونبر 1927.
في بداية عهد محمد بن يوسف، أخذت جذوة المقاومة الوطنية تشتعل من جديد، حيث كانت إحدى كبرى المعارك التي جرت في عهده هي ما يعرف بـ”الظهير البربري”، والذي نجحت الإقامة العامة الفرنسية في تمريره مع ما يتضمنه من مقتضيات تُخرج القبائل الأمازيغية للمغرب من سلطة الملك ونفوذ القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية، وذلك تمهيدا لتفتيت المغرب وإضعاف تماسكه الداخلي.
وكان للثورة الشعبية العارمة -التي هزّت المغرب حينها رفضا لهذا الظهير وإعلانا للتمسّك بالوحدة والمرجعية الإسلامية- أثر حاسم في توجّه محمد بن يوسف نحو الانخراط في مسار المقاومة الوطنية، حيث “أخذ منها العبرة الأولى إذ حزم أمره على سياسة أخذ يسلكها تدريجيا منتهجا لها كل فرصة مواتية ليتطور بها ويزيد معالمها إبرازا وتبيينا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...